اخر الاخبار

22‏/04‏/2012

الاطباء الحفاه ...التطور المتوافق للمسلمين الصينيين من مختلف القوميات


قد حققت قضية الطب والصحة في الأرياف الصينية تطورا كبيرا بعد بدء نظام الرعاية الطبية التعاونية الجديدة في الأرياف، مما خفف من صعوبة الريفيين في تلقي الرعاية الطبية، وارتفع مستوى الضمان الطبي للريفيين.


هل سمعتم من قبل اسم "الطبيب الحافي القدمين"، فهو اسم خاص في التاريخ الصحي الصيني، وظهر في الستينات من القرن الماضي ويقصد به الطبيب غير المؤهل في الأرياف. دائما يأتي هؤلاء الأطباء من المصدرين: الأسر الطبية وخريجي المدارس الاعدادية والثانوية الذين يستوعبون بعض العلوم الطبية، وبعد التدريبات لمدة قصيرة، يصبحون أطباء " حفاة الأقدام"، وما زالوا يمارسون الأعمال الزراعية وهم حفاة الأقدام في الحقول لأنهم لا يحصلون على الرواتب المستقرة، ومن هنا جاء اسم "الطبيب الحافي القدمين ولانه ايضا غير مؤهل اي حافي من المؤهل العلمي كذلك ".

وصفت آداليتي آهماتجان الدكتورة بالمستشفى الأول التابع لجامعة الطب في منطقة شينغجيانغ والعضوة بالمجلس الوطني الحادي عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وصفت الأطباء الحفاة الأقدام هكذا:


"قبل الإصلاح والانفتاح، كان هناك مجموعة من الأطباء الحفاة  وهم قرويون شاركوا في التدريبات لمدة أشهر، ثم يقومون بعلاج الأمراض بالأدوات البسيطة جدا والوصفات الريفية."


اعتمادا على المعدات الطبية البسيطة جدا والحماسة العالية، قدم الأطباء الحفاة  خدمات طبية أساسية للفلاحين وساهموا في ضمان صحة الريفيين في ذلك الوقت الذي لم تكن فيه مستشفيات رسمية وأدوية كافية.


ولكن الحماسة فقط لا تعالج الأمراض، وبسبب انخفاض المستوى الطبي وتخلف المعدات الطبية، قد يتأخر علاج الأمراض البسيطة ويتوفي المرضى ناهيك الأمراض المستعصية. ما زال يليدوس آهتيموف عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي من قومية تتار يتذكر حالة وفاة جده، وقال بحزن:


"وفي ذلك الوقت لم يستطع أي شخص إجراء عملية جراحية حتى العمليات الصغيرة مثل التهاب الزائدة الدودية، وأصيب جدي في الخامس والخمسين من عمره بالتهاب الزائدة الدودية وتوفي بسبب ذلك لأن لا أحد يعرف علاج هذا المرض، لكنها عملية جراحية بسيطة جدا، عملت مثل هذه الجراحية عندما كنت طبيبا متدربا فقط."


يعتبر ذلك صورة مصغرة للظروف الطبية والصحية في الأرياف الصينية والمناطق الغربية الصينية التي يتواجد فيها المسلمون في ذلك الوقت، وتمشيا مع الإصلاح والانفتاح، وخاصة بعد أن أعطت الحكومة الصينية أولوية للأعمال الطبية والصحية الريفية في الأعمال الطبية لكل الدولة، تم وضع نظام الخدمات الطبية والصحية في الأرياف وازدادت أعداد المستشفيات باستمرار، وتحسنت الظروف الطبية الريفية بصورة كبيرة مما أنهى المهمة التاريخية للأطباء الحفاة الأقدام.


وذكرت آداليتي عضوة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي أن الحكومة اشترت كثيرا من المعدات الطبية المتقدمة للمستشفيات القاعدية مثل جهاز التشخيص فوق الصوتي وجهاز رسم القلب الكهربائي، وقد شهدت الظروف الطبية تحسنا كبيرا مقارنة مع عهد "الطبيب الحافي القدمين".


وعرفت السيدة قوه تسون جيون المسلمة من ولاية تشانغ جي الذاتية الحكم في منطقة شينجيانغ التي تعمل الآن في بكين عرفت مراسلنا بأحوال المستشفيات الريفية في مسقط رأسها، معربة عن رضاها وسعادتها لذلك: حيث قالت:


"يوجد في المستشفيات الريفية كل شيء من التسجيل إلى مخطط رسم القلب الكهربائي وسي تي، توفر معدات كاملة."


وأظهرت المعطيات بحلول نهاية عام 2008 أن نظام الرعاية الطبية التعاونية الريفية الجديدة شملت كافة المحافظات والمناطق التسع والثمانين لمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية ويغور غرب الصين، واستفاد منه عشرة ملايين وخمسين ألف شخص ونصفهم مواطنون مسلمون، وقد دفع نظام الرعاية الطبية التعاونية الريفية الجديدة إلى تطور منظومة الطب والصحة في أرياف منطقة شينجيانغ، وأصبح الآن في كافة محافظات المنطقة مستشفيات وفي كافة البلدات مستوصفات وفي كافة القرى عيادات، ويمكن للمزارعين والرعاة بالمنطقة تلقي الخدمات الطبية والصحية بسهولة، حيث يتم علاج الأمراض الصغيرة داخل البلدات وعلاج الأمراض الكبيرة داخل المحافظات. ورغم ذلك فإن النفقات الطبية التي يتحملها المزارعون والرعاة لم ترتفع كثيرا.


وأعربت آداليتي عضوة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي عن ارتياحها لارتفاع المستوى الطبي للمواطنين المسلمين في منطقة شينجيانغ، إلا أنها ترى أنه ما زال هناك فرق بين منطقة شينجيانغ والمناطق الصينية الأخرى في هذا المجال، لذلك، طرحت اقتراحاتها حول تطوير مهمة الطب والصحة لمنطقة شينجيانغ على أساس البحوث والدراسات المعمقة، إذ قالت:


"أتمنى أن تكون هناك إدارة منتظمة ونظام معقول لتعزيز كفاءة مديري النفقات الخاصة بالرعاية الطبية التعاونية الريفية الجديدة لأن تستخدم أموال الحكومة بصورة فعالة."


وأوضح رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في تقرير عن أعمال الحكومة قدمه خلال مراسم افتتاح الدورة السنوية الثانية للمجلس الوطني الحادي عشر لنواب الشعب الصيني في الخامس من مارس الجاري أوضح إجراءات مفصلة لاستكمال نظام الخدمات الطبية والصحية القاعدية، حيث قال:


"سنسعى إلى إنجاز مهمة بناء تسعة وعشرين ألف مستوصف في البلدات هذا العام، وستقدم الحكومة المركزية دعما ماليا خلال السنوات الثلاث المقبلة لبناء خمسة آلاف مستوصف في البلدات بالإضافة إلى ألفي مستشفى على مستوى المحافظة مع ألفين وأربعمائة مركز للخدمات الطبية في الأحياء السكنية في المدن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق