اخر الاخبار

09‏/09‏/2011

باختصار.. ماذا عن مصر؟ بقلم: حسن المستكاوي

قلم: حسن المستكاوي
mestekawy profile
●● لا يوجد أسوأ من أن تهدر وقتك، جهدك، عمرك، فى طرح بديهيات، كأن تحذر ابنك من ممارسة الكذب، وتفعل ذلك يوميا كى يتذكر.. فلا يتذكر.. وعندما نتحدث عن النظام، يترجم الجميع الكلمة على أنها الرئيس السابق والوزراء والنواب.. وهذا غير دقيق، فهؤلاء صنعوا على مدى السنوات الماضية نظاما واسعا مهلهلا بلا رؤية وبلا ثقافة وبلا عقل، فى جميع المجالات، صنعوا الإناملية والجهل وقتلوا الضمير، والانتماء.. وجعلوا الوطن فريقا، والوطنية غناء.. بينما نرى تركيا فى 8 سنوات وقد باتت قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية.. ونرى البرازيل التى كانت دولة فقيرة فأصبحت قوية باقتصادها، وكانت من الدول التى قامت بإقراض البنك الدولى، بقيمة مليار دولار على ما أتذكر..
●● سنوات ونحن نتحدث عن معنى الاحتراف، الذى ترجمه الأغلبية على أنه مال، يدفع ويغرف منه من يستطيع.. مع أن الاحتراف أن تتقن عملك وتبدع فيه، وأن يشغلك هذا العمل طوال الوقت.. ومن مظاهر زمن «السبهللة والفهلوة»، ما جاء فى شريط أخبار القناة الأولى: «الأهلى سحق فريق كيما أسوان بأربعة أهداف نظيفة».. وعندما يختار كاتب هذا الشريط عباراته بدقة تعبر بوضوح عن الحدث وقيمته سيكون محترفا.. وهو ليس كذلك الآن..

●● ومع أن الكرة المصرية تطبق الاحتراف، ها نحن نرى ظاهرة من أغرب الظواهر، حيث يثور جمهور الإسماعيلى عندما يطلب الأهلى عبدالله السعيد، ولا يمانع فى بيعه للزمالك.. والأطرف أن يعلن الهواة أن السعيد للمصرى بستة ملايين، وللأهلى بخمسة عشر مليونا.. ومهما كانت المبررات والتفسيرات، هذا ليس احترافا. كما أنه ليس احترافا أيضا أن يشترى الأهلى عشرة لاعبين مثلا فيلعب منهم ثلاثة، ويوضع الباقين فى الثلاجة.. وليس من الاحتراف أن تنفق كل تلك الملايين فى جميع الأندية بلا رقيب أو حساب، وهى أموال عامة، وتعد ملكا للأعضاء.. وهذا الخلل عمره 21 عاما، ولم يتحرك شخص واحد لعلاجه.. لأنه نظام واسع ومهلهل، ويفتقد التخصص والعلم، والضمير، والمهنية، والدقة، حتى أصبح المجتمع غارقا فى صينية كنافة كبيرة متشابكة الخطوط.. مثل خيوط العنكبوت..

●● النظام السابق على اتساعه وبجميع درجاته ومستوياته يسأل عن الضمير الغائب، وعن نكات تاريخية: «تطوير التعليم، ومحاربة الأمية، والاهتمام بالصحة».. فانتشر الجهل، وانتشرت الأمراض وتنوعت.. نظام جعلنا نعيش عمرا كاملا نطرح بديهيات أصبحت من المعضلات التى لا تحل من تلال القمامة إلى احتلال الأرصفة، وطوابير الزحام، وبناء مدن جديدة يقيم بها من لا يعلمون فيها، فترى شوارع القاهرة مكدسة بسيارات الذاهبين والقادمين طوال اليوم.. وكل تلك تفاهات.. فماذا عن العشوائيات وساكنى المقابر والطاقة النووية والطاقة المتجددة والطاقة التى تنضب؟ وماذا عن الحرية والكرامة العدل الاجتماعى والديمقراطية والاستثمار والبرلمان والرئيس القادم والمؤسسات، والقانون الذى يطبق على الجميع؟!

باختصار.. ماذا عن مصر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق