اخر الاخبار

09‏/09‏/2011

تمخضت حكومة شرف فولدت فأراً

ما أشبه اليوم بالبارحة، فمازلنا نتسول الحليف الذى ندور فى فلكه.. وكأن شيئاً لم يحدث أو يتغير.. وكأن هذه الثورة أصبحت سراباً بعد أن كانت واقعاً عشناه جميعاً على مدار الشهور القليلة الماضية..
وأسأل نفسى: لماذا اعتقدنا أننا أسقطنا النظام، والحقيقة أنه لم يسقط والأفكار والقرارات كلها تسير فى نفس الإطار والنسق بل للأسوأ؟!
كنا نشعر فى ظل النظام القديم أننا جندى أمريكا فى المنطقة، وأن علاقتنا بها مبنية على فكرة «حسنة وأنا سيدك»، وكم بُحت أصواتنا ونحن نقول «لا للمعونة الأمريكية التى أذلتنا».. «لا للتبعية لأمريكا»..
وتحولنا بقدرة قادر لعميل أمريكا فى المنطقة، وظيفته الوحيدة هى الحفاظ على أمن وسلامة العدو الإسرائيلى.. كنا نهان وتمتهن كرامتنا والنظام السابق راض خانع.. لحظات تحت اسم أن أمريكا ستوافق على مشروع التوريث.. وتارة أخرى لأنه اعتقد أن أمريكا ستكون الحامية لشرعيته، ونسى أن «المتغطى بالأمريكان عريان»، كنا نقرأ يومياً عن تحرشات بجنودنا المصريين فى سيناء..كان هناك شهداء يسقطون ضحايا النيران الإسرائيلية على رفح المصرية، وكانت مصر ورئيسها وخارجيتها «ودون من طين وودن من عجين»، وكأن هؤلاء الشهداء ليسوا مصريين.. كانت دماء الشهداء تسأل: «أين ثأرى؟»، وكان الرد: إننا نعيش أسرى لنظام خائن عميل!!..

والآن وقد سقط النظام.. ماذا تغير؟! الحال هى الحال، سالت دماء الشهداء فى سيناء، وماذا فعلت حكومتنا الرشيدة «مصمصت شفاهها».. واجتمعت اجتماعاً طارئاً، «تمخض الجبل فولد فأراً» وانتهى الاجتماع بقرار سحب السفير المصرى فى تل أبيب، وما هى إلا لحظات وتم سحب هذا القرار وكأن شيئاً لم يكن.. بل بالعكس كل ما قامت به الحكومة هو قرار بإنشاء جدار عازل أمام السفارة الإسرائيلية ليحميها من المصريين، ويعتبر هذا الجدار سُبة على جبين الحكومة المصرية.

نفس الضعف والهوان الذى كان يتعامل به النظام السابق كان مصير قرارات حكومة شرف.. إذن ما الفرق بين «شرف» و«نظيف»؟!

 لا شىء!! أما تركيا فجاءت لتعطينا درساً فى حماية الكرامة والشرف..

طردت سفير إسرائيل وقطعت علاقاتها معها، رداً على ما ارتكبته إسرائيل ضد مواطنين أتراك.. الأتراك لقنونا درساً غالياً أكدوا فيه أنه لا توجد أغلى من كرامة المواطن.. وأن الحكومات التى ترضخ وتتنازل عن كرامة أبنائها، لا تستحق أن تبقى، لأن مصيرها مزبلة التاريخ.. ليت حكومتنا تفيق من سباتها.. وتعرف أن مصر قد تغيرت ولن تعود للخلف أبداً بعد ثورة ٢٥ يناير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق