اخر الاخبار

30‏/09‏/2011

كيف تكون نظارة بيضاء؟ حسن المستكاوي


●● «إعلام النظارة السوداء».. هذا كان عنوان تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط فى عددها أمس، كتبه من القاهرة الزميل محمد عجم. والتقرير يستحق المناقشة من جانب المهتمين بشئون الإعلام وخصوصا نجوم ومقدمى البرامج فى الفضائيات الذين يناقشون الأحوال السياسية والاجتماعية فى مصر، فالتقرير يتهمهم بإشاعة الفوضى وعدم المساهمة فى بناء البلد.. إلا أن النظارة السوداء قد تكون نظرة سوداء انعكاسا لما يجرى فى الساحة من جدل، وخلافات وتخبط، وارتباك، وتردد، وصراعات، وهبوط اقتصادى، وانهيار أخلاقى وأمنى غير مسبوق فى مصر؟

  ●● الرياضة جزء مهم من الساحة، فكيف تكون النظارة بيضاء وهذا حالها، وحال الذين يقومون بإدارتها، فقد انعقدت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم وسط أجواء مشحونة بالنقد والغضب لسلبيات متعددة منها إلغاء الهبوط، ولعب مباريات الدورى المقبلة بتسعة عشر فريقا، بجانب ما ورد من ملاحظات فى تقرير مراقب الحسابات.. وكان هناك الكثير الذى يستحق النقاش، ولو حتى قليل من النقاش إلا أن الجمعية منحت مجلس الإدارة كل الثقة..
●● كيف تكون النظارة بيضاء، ونحن نرى شخصيات رياضية تتبادل الطعن والسب، ثم تجدهم يجلسون معا ويتحاورون على طاولة برنامج أو مجلس إدارة؟ كيف تكون النظارة بيضاء ونحن نلمس انسحاب المتعة، بعد أن أصبحت مباريات كرة القدم شدا وجذبا وسبا وعنفا وتعصبا، ولم يقتصر انسحاب المتعة على الملاعب، فقد انسحبت من مواقع الإدارة والتدريب، والتحليل، والمشاهدة،  وحل محلها السباب والخراب، وتحولت ساحة الرياضة برمتها إلى حلبة للصراع كما يقول القارئ أبوإبراهيم العزابى من ليبيا (الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى سابقا).. والحمد لله أن انتصرت الثورة وعادت ليبيا إلى اسمها وعلمها وشعبها؟

●● دعونا نخلع النظارة السوداء، ونرى قمة الإثارة والندية وعدم اليأس والسعى للهدف بكفاح، وجمال الأداء والروح الرياضية، كما شاهدنا فى مباراة مانشستر يونايتد الإنجليزى وبازل السويسرى فى بطولة أوروبا، فقد تعادل الشياطين الحمر فى الدقيقة الأخيرة.. وننتقل إلى إسبانيا حيث حقق برشلونة فوزا كاسحا على أتلتيكو مدريد أحد الفرق العريقة، بخمسة أهداف نظيفة.. ليقترب برشلونة من بيتيس.. ترى هل يستمر الفريق الكاتالونى مسيطرا على البطولة الإسبانية أم يصاب بما أصاب مايك تايسون الملاكم الشهير الذى أفسد رياضة الملاكمة وقضى على المراهنات بانتصاراته المتتالية السريعة، فقررت مافيا اللعبة التخلص منه، ونجحوا؟

 كان ذلك غير مشروع بالقطع، إلا أن متعة الرياضة الحقيقية تكمن فى الصراع التنافسى الرفيع المستوى، وفى تعدد الأبطال وتنوعهم، وحتى لو كانت هناك سيطرة لطرف، فإن الرياضة تموت حين تغيب عنها المحاولة ثم المحاولة المضادة..
 ●● أنتهى بنصيحة، إذا كان ذلك مقبولا،  لنجم المنتخب والأهلى السابق مصطفى عبده..لقب كابتن أهم من لقب دكتور.. هناك كابتن واحد اسمه مصطفى عبده صنع نجوميته وشعبيته بموهبته، وهناك ألف دكتور اسم كل منهم مصطفى عبده ولا يعرف الناس واحدا منهم..؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق