اخر الاخبار

01‏/07‏/2011

الأهلى والزمالك.. تقاسما العزف فى مباراة تنقصها (الموسيقى) بقلم: حسن المستكاوي

بقلم: حسن المستكاوي
mestekawy profile 
 قبل الحديث عن كرة القدم فى القمة رقم 107، نتوقف عند ما أسميه عقدة المباراة، وأحداثها الصاخبة.
ــ أولا : نحن مع الروح الرياضية ونقدس جملة Fair play.. وهى تكاد تكون رسالتنا، وعندما يسقط لاعب من أى فريق نحترم فكرة إيقاف اللعب أو ركل الكرة خارج الملعب.. وهو سلوك ننتظره من الجميع.
ــ ثانيا: نحن أيضا لسنا مع «الروح الرياضية المختارة» التى يراها مدرب فريق واجبة على لاعبى الفريق الآخر وليست واجبة على لاعبيه، فالروح الرياضية ليست أرنبا أبيض يخرجه المدرب من قبعته حين يريد.
ــ ثالثا: وضع حسام حسن أسباب التعادل على غياب الروح الرياضية عن لاعبى الأهلى لعدم إخراج الكرة من المعلب، وأتى بسلوك غريب مع مانويل جوزيه، ولكن حين تعرض حسام حسن للموقف نفسه ولم يسمح للاعبيه بركل الكرة عندما سقط بركات فى مباراة القمة رقم 105 ويومها أسفر هجوم الزمالك عن هدف فى مرمى الأهلى.. كما حدث فى الموسم الحالى أن سقط لاعب من طلائع الجيش ولم يطلب حسام حسن من لاعبيه ركل الكرة خارج الملعب.

ــ رابعا: اللافتات المسيئة من جماهير الفريقين جريمة أخلاقية وسب وقذف علنى، والحديث عن تصفيق متعب لجمهور الزمالك واستفزاز هذا الجمهور ليس توازنا، فلا أعرف تلك اللعبة، لكنه ساهم هو أيضا فى إشعال النار فى المدرجات.. ومثلما تعرض متعب لضغط عصبى رهيب بسبب لافتات مسيئة، فإن حسام حسن وإبراهيم وشيكابالا أيضا تعرضوا للسباب الجماعى وللافتات مسيئة وساخرة.. ولإيقاف هذا السلوك المعيب وغير الأخلاقى يجب على مخرجى التليفزيون والبرامج الفضائية حجب تلك اللافتات وعدم بث صورها أولا، ويجب على الأمن منعها حين تخرج وترفع، ويجب على كل من تعرض لهذا السب والقذف العلنى اللجوء للقضاء.. ومن أسف أن شبابا جامعيا ومثقفا يأتى بهذا السلوك.

ــ خامسا: سلوك اللاعبين من الفريقين ساهم بدرجة كبيرة فى إشعال النار أيضا بالمدرجات، خاصة سلوك حسام عاشور، وهانى سعيد، ودومينيك وعمرو الصفتى.. ولا أعرف متى يحاسب اللاعب من ناديه ومن الاتحاد؟!
ــ الآن إلى كرة القدم.. ماذا جرى فيها؟

ــ (1): بدأ الأهلى المباراة بدفاعه الثابت التقليدى، عبدالفضيل والسيد وجمعة، وبثلاثة مدافعين فى وسط الملعب وهم معتز إينو، وعاشور، وحسام غالى.. ونقل أحمد فتحى يسارا وتأخر بركات للعب فى الجبهة اليمنى.. فيما كان فى المقدمة عماد متعب و«جدو».. وهذا التشكيل ترتب عليه ثغرتان:
أولا: وجود مساحة كبيرة تفصل بين خطى الوسط والهجوم.. سمحت بحريات حركة للاعبى الزمالك.

ثانيا: خسر الأهلى أحد أهم لاعبيه ومفاتيحه وهو أحمد فتحى الذى لعب بالجهة اليسرى، وهو لا يجيد فيها ولا يرسل منها كرات عرضية، كما أنه وضع فى هذا المركز لإيقاف شيكابالا ولكنه لم يجده، وإنما وجد حازم إمام.

ــ (2): بدأ الزمالك بتشكيل فيه جرأة ومغامرة، ففى خط الظهر استمر الدفاع التقليدى أيضا المكون من الرباعى عبدالشافى، وعمرو الصفتى، وفتح الله وعمر جابر، وفى الوسط أمام خط الدفاع لعب عاشور الأدهم، ثم حازم إمام كجناح وسط مهاجم فى اليمين، وحسين ياسر المحمدى كجناح مهاجم أيسر يأتى من الخلف، وفى القلب إبراهيم صلاح (نجم المباراة) ثم فى المقدمة شيكابالا وأحمد جعفر.

ــ (3): تفوق الزمالك فى الشوط الأول، فدخل شيكابالا إلى القلب خلف جعفر، وترك الجناح الأيمن لحازم إمام، الذى فتح جبهة بسرعته، كما التزم عمر جابر بمركزه كمدافع أيمن، أكثر مما تقدم، لوجود حازم أمامه، فيما لعب المحمدى فى الداخل أيضا تاركا الجناح لعبد الشافى، والهدفان كانا بهجوم وتحكم من المحمدى ثم التمرير إلى جعفر..

وكان الهدف الثانى مماثلا بهجوم من المحمدى يموج فيه بالكرة كما يشاء بين مدافعى الأهلى كراكب الأمواج الواثق فى محيط، وتصل الكرة إلى الأسطى شيكابالا الذى مرر بدوره المحمدى القادم من بعيد ليسجل.. والواقع أن المحمدى وصلاح وعبدالشافى شكلوا جبهة على الظهير بركات، اخترقوا كثيرا من جهته.

ــ يلاحظ فى هذا الشوط أن أداء الزمالك كان جماعيا، وقام الفريق بتحضير كثير دون اللجوء إلى تمريرات طولية، ودون اللجوء إلى المراوغات الفردية كحل وحيد، ولكنها كانت من أهم الحلول لوجود أصحاب المهارات فى التشكيل، شيكابالا، والمحمدى، وحازم إمام، وإبراهيم صلاح، وعبد الشافى، وعمر جابر.. وعندما يتكتل دفاع تكون السرعة الممزوجة بالمرواغة من وسائل اختراقه.

(4): ساعد على سيطرة الزمالك الضغط المبكر على لاعبى الأهلى، والمساحة الخالية فى الوسط لتأخر ثلاثى الوسط الأحمر، بجانب ارتباك خط ظهر الأهلى لفروق السرعة مع لاعبى الزمالك، كما اتسم أداء الخط بسوء التغطية والتمركز، والتزاحم على الكرة، فكان مثل ضجيج بلاطحن ويكفى مشهد هدف الزمالك الذى دفع بأربعة لاعبين إلى الشباك ومعهم الكرة مثل صيد وفير للأسماك فى أعالى البحار.. وعلى الرغم من هدف «جدو» السريع، فإن كفة الأهلى لم ترجح ولم تكن لترجح، فكيف ترجح وهو يلعب ناقصا قدرة هجومية يسارية لغياب معوض ووجود فتحى، ويلعب ناقصا قوة دفاعية يمنى لوجود بركات وغياب فتحى؟!!

(5): أجرى مانويل جوزيه تغييرات «عدلت التشكيل» فى بداية الشوط الثانى، فلعب دومينيك السريع والقوى مكان إينو، وزاد عدد المهاجمين، وفرض الأهلى كلمته، فأحسن التحضير والسيطرة، ولكنه لم يهدد مرمى عبد الواحد، وكان أفضل لاعبيه دومينيك وحسام غالى.. وحدث التوازن فى تكوين الفريق باشتراك أحمد حسن مائلا لليسار، وانتقال فتحى إلى مركزه فى اليمين، فيما لم يكن الدفع بسعيود فى هذا اللقاء قرارا موفقا، لفارق الخبرة.

(6): ساعد الأهلى فى فرض سيطرته فى هذا الشوط تراجع لاعبى الزمالك تلقائيا للحفاظ على التقدم.. وذلك قبل أن يسرع حسام حسن بإعلان الدفاع التام أو الموت الزؤام، حين أخرج لاعبه السريع حازم إمام، ودفع بهانى سعيد.. وتوقف المحمدى عن العمل بعد إصابته بالإرهاق من مشاوير الشوط الأول، فيما سحب جعفر ليلعب أحمد توفيق، ثم خرج شيكابالا بناء على طلبه ليلعب عودية.. وتحولت الطريقة إلى أربعة مدافعين وخمسة لاعبى وسط مدافعين، ومهاجم واحد لا يهاجم..؟!

ــ كانت المباراة بشكل عام جيدة فنيا، عامرة بالندية، تقاسم الفريقان شوطيها، وكانت سيطرة كل منهما عزفا فرديا مطلقا لكنه كان ينقصه بعض الموسيقى لتزيد متعة المشاهدين، وقد بدأت المباراة بسلوك جميل ورياضى بين الجميع، تبادلوا فيها القبلات، وتوقعنا يوما من ايام الأعياد لكنها انتهت بصفعات، وبصخب، وطلقات الحجارة التى تؤكد أن مصر دولة غنية بمناجم الحجارة.. يا خسارة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق