اخر الاخبار

29‏/07‏/2011

مصر لا تبيع أولادها بقلم عمر حسانين

اتفقت كل الأطياف السياسية تقريباً على لم الشمل ووحدة الصف فى ميدان التحرير اليوم، هذه «الجمعة» التى بدأ الحديث عنها باعتزام تطهير الميدان، وانتهى إلى ضرورة لم الشمل، وغاية ما يريده كل المصريين أن نتفق جميعاً على قول واحد يدفع مصر إلى الأمام، ويخلصها من محاولات التخريب والهدم التى يتعرض لها الوطن وثورته العظيمة.
والمدقق فى أيام عديدة مضت سيرى مشهداً مخيفاً، فهناك كثيرون لم يسمعوا إلا صوتهم، وصموا آذانهم عن الجميع، حرّكهم خوف الخروج من «المولد بلا حمص»، فهم يدركون أن الحسابات الحقيقية ستقصيهم بعيدا عن مقاعد الحكم الخالية، وكى تستمر السفينة وسط الأمواج وحتى لا تستقر على شاطىء غيرهم، تم افتعال مشكلات لتفجير قضايا ومعارك نحن فى غنى عنها، ووصلنا إلى نقطة الصدام والتخوين، وتبادل الاتهامات وتحرير البلاغات، صار الحال فى مواضع عديدة إلى لغط و«لت وعجن»، بعيد كل البعد عن مصلحة الوطن وثورته.
نعم نريد اتفاقاً حقيقياً حول مصالح الوطن، ولا شىء غيرها، لأن كل الذين جرونا إلى حالة الفساد وشقاء العباد فى الماضى كانوا يرون أيضاً أن مصلحة مصر وتقدمها هى نفس مصالحهم الشخصية، وكانوا أيضاً يقدمون مبررات، ويدعون أن خطراً يحيق بالبلاد، قرروا التصدى له.

توقفوا - لوجه الله - عن المغامرة بمستقبل قد يأخذنا إلى الجحيم، لسنا فى حاجة إلى مزيد من الخراب، فالمحاكمات تسير فى طريقها الطبيعى، الذى يضمن عقاب من ارتكب جرما، وإعادة حق من وقع ضحية، والتطهير يتم فى كل مكان.. تعديل قانون «الغدر» وتطبيقه، وتعديل قانون السلطة القضائية، وتغييرات فى كل الصفوف مستمرة إلى نهاية الطريق.

مصر ليست ميدان التحرير وحده، وليس كل من لا يذهب إليه «قاصرا» يحتاج إلى «ولى»، يتحدث باسمه ويكفله، وليس كل من يريد إعطاء الفرصة للمجلس العسكرى كى يحقق مطالب الثورة ناقص الوطنية، مصر الحقيقية هى التى خرجت من كل بيت تثور وتصرخ فى وجه الفساد، مصر هى الأم التى أنجبت شباباً وقدمتهم فداء لترابها وحريتها، يتصدون لرصاصات الغدر بصدورهم عارية، فمنهم من استشهد وارتقت روحه إلى جنة الخلد، ومنهم من بقى بيننا تشير إصابته إلى شرف عظيم، مصر الحقيقية لا تحرق ولا تهدم ولا تحطم ولا يرضيها أن تتحول ربوع الوطن إلى غابة، يأكل فيها القوى الضعيف، ولا أن تصير سوق نخاسة يشترى صاحب المال كل ما يريد، مصر لن تقبل أبداً أن تبيع أبناءها جوارى وعبيداً.

■ رسالة:

شهر رمضان المعظم على الأبواب، وفيه تقيد الشياطين وتصفد بالسلاسل، أدعو الله أن يقيد شياطين الإنس أو يهديهم.. وكل عام ومصر آمنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق