اخر الاخبار

05‏/07‏/2011

ساويرس.. والسلفيين بقلم: عماد الدين حسين

بقلم: عماد الدين حسين
emad eldin hussein newأحد القراء علق بتهكم على بعض ما كتبت قائلا: لماذا أتجرأ دائما على انتقاد الإخوان والسلفيين وشيوخهم ولا أجرؤ على الحديث عن الأقباط ونجيب ساويرس؟!!.
لم أفهم مغزى السؤال، وكأن المطلوب أنه كلما انتقدت طرفا مسلما ينبغى أن انتقد معه طرفا مسيحيا أو العكس حتى أبدوا متوازنا أمام القراء.

للأخ الكريم صاحب السؤال ولغيره اقول: أقسم بالله أننى لا يهمنى من أرضى ومن أغضب طالما اعتقدت أننى أتحرى الدقة والموضوعية فيما اكتب.

وبالنسبة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين فكان تقديرى دائما ــ ولا يزال ــ أن المسلمين بحكم أنهم الطرف الأكبر يقع عليهم دور أكبر فى الحفاظ على متانة هذه العلاقة وعدم التوقف عن بعث رسائل الطمأنة للاخوة الاقباط.

اما عن ساويرس فهو بالنسبة لى رجل أعمال شأنه شأن أى رجل أعمال كبير آخر.. تقييمه يكون بأفعاله وليس بديانته، اختلف معه أو أتفق على سياسات ومواقف وليس لأنه مسلم أو مسيحى.

أحد جرائم نظام حسنى مبارك أنه ترك احتقانا طائفيا خطيرا يمثل أحد أكبر الصعاب والتحديات التى تواجه ثورة 25 يناير.

ولذلك لم يكن غريبا أن المطبات الصعبة التى واجهت الثورة كانت طائفية وحدثت فى صول بأطفيح وإمبابة وعين شمس والمنيا وقنا.

لسوء الحظ فإن متطرفين فى الجانبين المسلم والمسيحى يصران على التصعيد الطائفى، ويعتقدان أن التحقير من الآخر والقضاء عليه أولوية تتجاوز كل أولوية اخرى مهما كانت عاجلة.

بعض هؤلاء يفعلون ذلك ليس لأنهم من الفلول، لكن لأنهم متعصبون، والبعض الآخر لأنه يجهل أن عمله قد يقودنا إلى مصيبة، وبعض ثالث يفعل ذلك عامدا متعمدا كى يهد المعبد على كل من فيه.

لسوء الحظ أيضا فإن مواقع وغرف دردشة كثيرة فى الإنترنت تعج بحروب وشحن طائفى رهيب يمثل الخميرة لحرائق مقبلة.. ولسوء الحظ أكثر فإن صدى ذلك بدأ يتجسد على الأرض، وسمعنا قادة فى الجماعة الإسلامية يدعون خلال مؤتمر فى مغاغة بالمنيا إلى مقاطعة ساويرس وشركائه.

وفى المقابل نسمع شحنا مماثلا على مواقع قبطية ضد المسلمين.

أخطأ ساويرس حينما وضع صورة ميكى ماوس ملتحيا وبجانبه حبيبته مينى منتقبة على حسابه الشخصى فى تويتر، لكن يحسب للرجل أنه اعتذر قائلا إنه كان يمزح.

ليس من مصلحة ساويرس الاقتصادية أن يكون طائفيا حتى لو أراد، وستكون كارثة إذا بدأنا تصنيف رجال الأعمال على أساس ديانتهم.

وعلى الإخوة المتعصبين من المسلمين تذكر أن معظم الذين شاركوا فى فساد عهد مبارك كانوا رجال أعمال يحملون أسماء محمد وأحمد، وعلى المتطرفين فى الجانب المسيحى تذكر أن رجال أعمال وسياسيين مسيحيين كثيرين تآمروا لصالح مبارك ضد أبناء طائفتهم.

علينا أن نختلف مع حزب ساويرس أو حزب السلفيين أو حزب الإخوان على أساس السياسة وليس على أساس الدين، علينا أن نقيمهم على أساس أعمالهم وليس دياناتهم.

المسلمون أو المسيحيون الذين يصرون على إشعال الفتنة الطائفية وجعلها قضيتهم الرئيسية لا يخدمون إلا نظام حسنى مبارك وإسرائيل حتى لو لم يكونوا يدركون ذلك، فانتبهوا يا أولى الألباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق