اخر الاخبار

19‏/12‏/2011

حد ينزّل البلطجية اللى فوق بقلم حمدى رزق

هل من مصلحة المجلس العسكرى إلغاء الانتخابات بحجة تداعى الحالة الأمنية فى شوارع وسط البلد؟ وهو المجلس الذى يفخر ويفاخر بانتظامها وسلامتها وشفافيتها ونزاهتها، وأخذ على عاتقه تأمينها من كل سوء بنحو ١٢٧ ألف جندى كل منهم ذهب إلى لجنته بشدة الميدان، باعتبارها حربا على البلطجة التى كانت تسود وتسوّد الانتخابات بسناج هبابها كل حين بأمر ربها «الحزب الوطنى».هل من مصلحة العسكرى «زنق» حكومة الجنزورى فى خانة «اليك» السياسية، وفض الاعتصام بهذه الهلفطة والعبثية الأمنية ليسقط شهداء أُخر يعقدون القضية أمام الرجل الوحيد الذى قبل الوزارة فى وقت رفضها فيه البعض، وعزف عن قبولها البعض، كيف يدخل «الجنزورى» مجلس الوزراء ويخوض بحذائه فى دماء الشهداء؟ والمجلس لا يملك غير «الجنزورى»، آخر ورقة صالحة للتعاطى السياسى مع مرحلة صار المجلس فيها هدفا، وإسقاطه فرض عين يتواعد عليه نفر من المتآمرين بليل فى ليل القاهرة؟

هل من مصلحة «العسكرى» إحراج المجلس الاستشارى، الذى صار رئيسه وأعضاؤه فى موقف حرج سياسيا، فاضطر إلى تعليق جلساته لحين اعتذار المجلس للمتظاهرين، والعسكرى هو من بذل الغالى والنفيس وتحنن إلى شخصيات معتبرة ليساهموا فى مجلس مهمته الشورى على العسكرى، ويشكل قاعدته المدنية المتقدمة إلى خطوط المواجهة الأمامية فى الاحتراب السياسى مع القوى السياسية؟

هل من مصلحة المجلس أن تتورط الشرطة العسكرية فى حرب شوارع وأسطح، كر وفر من شارع لشارع، أن يصدر عن نفر من جنودها ويلصق بها بعض مما صار لاصقا بثياب الداخلية من دماء وأشلاء وعيون، الشرطة العسكرية التى كانت حصنا وملاذا من عسف الشرطة المدنية؟ الشرطة العسكرية ظهرت فى الشارع منضبطة، نظيفة اليد، مهندمة الثياب، باسمة الوجه، هل من مصلحة المجلس تشويه تلك الصورة البهية، هل من المصلحة إسقاط هيبة الشرطة العسكرية هى الأخرى، فى وقت ننشد فيه تعافى الشرطة المدنية من فضيحة شارع محمد محمود، تسقط الشرطة العسكرية من حالق فى شارع مجلس الوزراء؟

هل من مصلحة «العسكرى» استدعاء مليونية ثورية جديدة فى التحرير يعقبها اعتصام لأهالى الشهداء وضحايا شوارع وسط البلد، ونعود تانى لـ«يسقط حكم العسكر» هل من مصلحة «العسكرى» إغلاق التحرير مرة أخرى فى وجه مصر، هل من المصلحة افتكاس عباسية جديدة جنب مستشفى المجانين، هل من المصلحة قسمة مصر إلى فسطاطين، قسمة ضيزى كما يقولون؟

إذا كان المجلس العسكرى ليست له مصلحة فى هذا أو ذاك أو تلك، من اللى سمح بتفلت تلك العناصر الشرطية العسكرية على هذا النحو المهين، من سمح لهم بارتقاء الطوابق العليا فى مجلس الشعب ليقدموا عروضا فى الاستربتيز الوقح، فيديوهات شائنة لا تليق بعسكر تربوا على شرف الجندية، أحدهم يبول من أعلى؟! لو كان اللواء حمدى بدين حاضرا لألقاه من أعلى، تخلصا من قذارته، ولكسر أصبع من يضعه فى وجوهنا، ولقضم رقبة هؤلاء الأفسال الذين نسوا أنفسهم وهم يجرجرون فتاة شبه عارية فى عرض الطريق.

يقينا المجلس العسكرى ليست له مصلحة فى هذا أو ذاك أو تلك، ولكنه أيضا لم يأمر اللواء بدين بإنزال البلطجية اللى فوق، ينزلهم ويجرجرهم على ظهورهم فى الشارع أمام الناس كما جرجروا الفتاة التى روع عريها الأمهات فى البيوت الآمنة فخشيت على بناتها.

ومع تفهمى لرسالة المجلس العسكرى رقم ٩٠ ومرفقاتها من فيديوهات التخريب المتعمد الذى يمارسه قطعان من المخربين المنظمين المدفوعين لافتعال صدام بين الثوار والجيش وتلويث ثيابه بالدم، لكن أن يتحول جندى ينتمى إلى جيش مصر العظيم إلى بلطجى من فوق، ويجارى البلطجية اللى تحت فى قذف الطوب والحجارة، وأن يتحول إلى رداحة تستخدم اليدين فى التدريع وغيرها من إشارات قلة الحياء، «كان لازم حد ينزل العيال قليلة الأدب اللى فوق»، كيف يتأتى لرجال المجلس العسكرى الصبر على قلة القيمة اللى فوق، مين دول، تبع مين، من سمح لهم بالصعود، من تغاضى عن فجرهم وقلة أدبهم؟! الجندية شرف وانتماء كما تعلمناها على أيديكم، ونحفظ النشيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق