كان يمكن للعالم الثالث أن يخطو إلى المستقبل، كان يمكنه أن يقطع الطريق الطويل إلى الحداثة والتقدم. لكن عصر الاستعمار كان حاجزاً كبيراً، وقام الغرب بدور قاطع الطريق! من غير زمن الاستعمار كان العالم الثالث سيلحق متأخراً.. لكن زمن الاستعمار جعله لا يأتى أبداً.
(١)
يرى المفكر الأمريكى ناعوم تشومسكى فى مجمل الزمن الممتد من نهاية القرن الخامس عشر، وحتى نهاية القرن العشرين تعبيراً عن حقبة واحدة لها سماتها وقسماتها المشتركة، وهى حقبة اعتداء الغرب على العالم ثم تركه جثة هامدة.
وضع تشومسكى كتاباً مهماً بعنوان «عام ٥٠١» وهو يعنى بالعام «٥٠١» عام ١٩٩٢ بداية النظام العالمى الجديد، وعلى ذلك فإننا إزاء نظامين: النظام العالمى القديم والنظام العالمى الجديد. بدأ النظام العالمى القديم عام ١٤٩٢، وبدأ النظام العالمى الجديد عام ١٩٩٢.. وبين النظامين القديم والجديد مسافة خمسمائة عام.
بدأ النظام القديم باكتشاف أمريكا واكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.. فيما سمى بالحقبة الكولومبية نسبة إلى البحار الإيطالى الشهير كريستوفر كولومبس، وقد امتد خمسة قرون لينتهى بانهيار الاتحاد السوفيتى وهزيمة الاشتراكية العالمية وصعود الإمبراطورية الأمريكية.
(٢)
يذهب تشومسكى فى كتابه «عام ٥٠١» إلى أن الاستعمار الأوروبى قد ألحق «الفقر التاريخى» بالعالم الثالث، وأن محنة اليوم ليست إلا من جراء عصر الاستعمار الذى يعد العصر الأسوأ فى تاريخ الإنسانية.
وينقل تشومسكى عن الزعيم الهندى جواهر لال نهرو «أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال ووالد السياسية الشهيرة أنديرا غاندى» قوله: «يمكن رسم خريطة تبين الصلة الوثقى بين طول مدة الحكم البريطانى والنمو الشديد للفقر»..
لقد صارت الهند مستعمرة زراعية لإنجلترا الصناعية، وتمدنت أوروبا وتريفت الهند التى كانت صناعية.. وهذا هو السبب الحقيقى والأساسى وراء الفقر المرعب للشعب الهندى. يقول تشومسكى: إن كلكت وبنجلاديش اليوم هما رمزان للبؤس والشقاء بينما كان التجار المحاربون الأوروبيون قد رأوا البنغال واحدة من أثمن المناطق فى العالم، وقد وصفها زائر إنجليزى فى وقت مبكر بأنها «أرض رائعة لا تستطيع الحروب ولا الأوبئة تدميرها»، وقبل ذلك بزمن كان الرحالة ابن بطوطة قد وصفها بأنها «بلاد مترامية الأطراف، ينمو الأرز فيها غزيراً.. إننى لم أر مكاناً فى الأرض كلها يفيض خيراً مثلها».
وفى عام ١٧٥٧ وصف أحدهم مدينة «دكا» عاصمة دولة بنجلاديش الآن.. بأنها واسعة ومكتظة السكان وغنية مثل لندن، وفى هذا العام وقعت معركة «بلاسى» التى استولى فيها الإنجليز على البنغال ومنها إلى الهند، ومن عام ١٧٥٧ إلى عام ١٨٤٠ كان سكان «دكا» قد انخفضوا من مائة وخمسين ألفاً إلى ثلاثين ألف نسمة!
أصبحت «دكا» قرية للملاريا.. وقال السير تشارلز تريفيليان أمام لجنة من مجلس اللوردات البريطانى «لقد سقطت دكا.. مانشستر الهند، من مدينة بالغة الازدهار إلى بلدة صغيرة شديدة الفقر»! وكتب الاقتصادى الشهير «آدم سميث» بعد ذلك «إن بلاد البنغال الخصبة القليلة السكان قد عرفت موت ثلاثمائة ألف أو أربعمائة ألف من سكانها بسبب الجوع فى سنة واحدة»!
(٣)
لقد أتت القوة الاستعمارية الغربية على الإنسان والمكان.. على الحدود وعلى الوجود، ويذكر تشومسكى أن الأوروبيين كانوا يحاربون بهدف القتل لا مجرد الانتصار، وكان السكان الأصليون يندهشون من وحشية المستعمرين، وأن نهوض بريطانيا بوصفها الطفل المعجزة فى أواخر القرن السابع عشر، وبداية القرن الثامن عشر لم يكن إلا نتيجة الفظاظة والهمجية التى كانت عليها فى تعاملها مع الشعوب الضعيفة.
من المؤسف أن حقبة الاستعمار هذه قد تمكنت من العالم من غير تكاليف حقيقية دفعها المحتلون، فقد كانت قوتهم العسكرية أمام القوة البدائية التى كانت عليها شعوب العالم وقتئذ تجعل من المعارك أمراً بالغ السهولة، فهناك قوة تقتل ولا تدفن، وهناك آخرون لا يملكون غير الموت، ويقطع تشومسكى بأنه من المنظور الأوروبى فإن غزو العالم قد تكلف عدداً من الحروب الصغيرة لا أكثر، فغزو المكسيك احتاج إلى ١٥٠٠ إسبانى، أما الإطاحة بإمبراطورية الأنكا فقد احتاجت مائتين فقط، وكانت كل الإمبراطورية البريطانية من اليابان إلى جنوب أفريقيا تتم إدارتها وحراستها بأقل من عشرة آلاف شخص!
(٤)
لقد عرضت فى كتابى «خريف الثورة.. صعود وهبوط العالم العربى» الذى صدر عن دار ميريت فى عام ٢٠٠٣ تحليلاً مطولاً لقضايا الثورة والدولة.. والاستعمار والاستقلال.. وعما فعله الغرب بنا وعما فعلناه بأنفسنا. ولقد توقفت طويلاً أمام ما فعله الغرب بنا على نحو ما يرى تشومسكى، وعلى ما فعلناه بأنفسنا على نحو ما يرى الفيلسوف الجزائرى الكبير مالك بن نبى.
(٥)
اليوم أجدنى مختلفاً مع ما طرحه تشومسكى فى كتابه المميز «عام ٥٠١»، ذلك أنه لا يوجد ذلك التحول الجذرى الذى يجعل من عام ١٩٩٢ نهاية خمسمائة عام وبداية نظام عالمى جديد. ربما تكمن المفارقة المثيرة فى أنه قبل القرون الخمسة كان العالم بلا أمريكا، حيث لم يكن قد تم اكتشافها بعد، وأما بعد القرون الخمسة فقد أصبحت الإمبراطورية الأمريكية هى الأقوى على مستوى الجغرافيا، وهى الأقوى على امتداد التاريخ.
لكن ما بين «عام صفر» و«عام ٥٠١» أى ما بين غزو الأراضى الأمريكية إلى سيطرة الإمبراطورية الأمريكية لا يختلف عما بعده، فلقد مرت عشرون عاماً على «عام ٥٠١»، والنظام العالمى القديم هو النظام العالمى الجديد.
وإذا ما أخذنا باجتهاد تشومسكى فإن عام «٥١٠» قد شهد حرباً أمريكية على أفغانستان، كان من نتائجها اختفاء الدولة والمجتمع فى أفغانستان تحت وطأة القصف المروع للقوات الأمريكية والعمليات المضادة لحركة طالبان.. وأصبحت أفغانستان مستعمرة أمريكية.. توجد فيها القوات الأمريكية على الأرض وفى الجو.
وفى عام «٥١٢» شهد العراق تدميراً شاملاً واحتلالاً كاملاً من قبل القوات الأمريكية.
ولقد نجح الجيش الأمريكى فى جميع مهامه غير الإنسانية.. حيث قتل مليون عراقى، وتشرد خمسة ملايين وأصبحت الفوضى عنواناً للعراق.
دخل الجيش الأمريكى إلى بغداد وخرج العراق من التاريخ.. وكان التعبير الذى استخدمه وزير الدفاع الأمريكى «دونالد رامسفيلد» فى ذلك الوقت «سوف نعيد العراق إلى العصر الحجرى».. وقد كان!
(٦)
إن ما ذكره تشومسكى حول قيام جنود الاستعمار الأوروبى بالقتل لمجرد القتل، وليس من أجل الانتصار.. وجدنا نماذج عديدة له فى أفغانستان والعراق.. حيث كانت حفلات القتل والتمثيل بالجثث.. وقبلها حفلات التكذيب والاغتصاب.. مجرد أفكار للتسلية والمتعة، ابتكرها جنود الاحتلال أثناء أوقات الفراغ.. دون أى ضرورة عسكرية. إن الفكر الاستعمارى الأوروبى القديم يعود الآن فى ليبيا.. ويوجد فى العراق وأفغانستان ويجد صيغاً أكثر ذكاء فى مناطق عديدة من العالم. إن عام ٢٠١١، الذى هو عام «٥٢٠» بتوقيت اكتشاف الولايات المتحدة ورأس الرجاء الصالح، وبدء محنة الاستعمار الأوروبى للعالم، لا يختلف كثيراً عن العقود ولا القرون السابقة.
إن ما جرى فى البنغال عام ١٨٤٠ جرى فى العراق عام ٢٠٠٣.. وإن ما جرى ما بعد معركة «بلاسى» فى البنغال عام ١٧٥٧ جرى فى أفغانستان عام ٢٠٠٢.. واليوم فى ليبيا تهدف قوات الناتو إلى تقسيم الدولة والسيطرة على الموارد الطبيعية.. والوجود العسكرى الاقتصادى فى البلاد! إن شيئاً لم يتغير فى الأخلاق الغربية بعد عام «٥٠١» بل إن حجم الدمار الاستعمارى الجديد بات أسرع وأشمل. الآن فى «عام ٥٢٠».. النظام العالمى الجديد هو النظام القديم.. الغرب هو الغرب، والحرب هى الحرب
(١)
يرى المفكر الأمريكى ناعوم تشومسكى فى مجمل الزمن الممتد من نهاية القرن الخامس عشر، وحتى نهاية القرن العشرين تعبيراً عن حقبة واحدة لها سماتها وقسماتها المشتركة، وهى حقبة اعتداء الغرب على العالم ثم تركه جثة هامدة.
وضع تشومسكى كتاباً مهماً بعنوان «عام ٥٠١» وهو يعنى بالعام «٥٠١» عام ١٩٩٢ بداية النظام العالمى الجديد، وعلى ذلك فإننا إزاء نظامين: النظام العالمى القديم والنظام العالمى الجديد. بدأ النظام العالمى القديم عام ١٤٩٢، وبدأ النظام العالمى الجديد عام ١٩٩٢.. وبين النظامين القديم والجديد مسافة خمسمائة عام.
بدأ النظام القديم باكتشاف أمريكا واكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.. فيما سمى بالحقبة الكولومبية نسبة إلى البحار الإيطالى الشهير كريستوفر كولومبس، وقد امتد خمسة قرون لينتهى بانهيار الاتحاد السوفيتى وهزيمة الاشتراكية العالمية وصعود الإمبراطورية الأمريكية.
(٢)
يذهب تشومسكى فى كتابه «عام ٥٠١» إلى أن الاستعمار الأوروبى قد ألحق «الفقر التاريخى» بالعالم الثالث، وأن محنة اليوم ليست إلا من جراء عصر الاستعمار الذى يعد العصر الأسوأ فى تاريخ الإنسانية.
وينقل تشومسكى عن الزعيم الهندى جواهر لال نهرو «أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال ووالد السياسية الشهيرة أنديرا غاندى» قوله: «يمكن رسم خريطة تبين الصلة الوثقى بين طول مدة الحكم البريطانى والنمو الشديد للفقر»..
لقد صارت الهند مستعمرة زراعية لإنجلترا الصناعية، وتمدنت أوروبا وتريفت الهند التى كانت صناعية.. وهذا هو السبب الحقيقى والأساسى وراء الفقر المرعب للشعب الهندى. يقول تشومسكى: إن كلكت وبنجلاديش اليوم هما رمزان للبؤس والشقاء بينما كان التجار المحاربون الأوروبيون قد رأوا البنغال واحدة من أثمن المناطق فى العالم، وقد وصفها زائر إنجليزى فى وقت مبكر بأنها «أرض رائعة لا تستطيع الحروب ولا الأوبئة تدميرها»، وقبل ذلك بزمن كان الرحالة ابن بطوطة قد وصفها بأنها «بلاد مترامية الأطراف، ينمو الأرز فيها غزيراً.. إننى لم أر مكاناً فى الأرض كلها يفيض خيراً مثلها».
وفى عام ١٧٥٧ وصف أحدهم مدينة «دكا» عاصمة دولة بنجلاديش الآن.. بأنها واسعة ومكتظة السكان وغنية مثل لندن، وفى هذا العام وقعت معركة «بلاسى» التى استولى فيها الإنجليز على البنغال ومنها إلى الهند، ومن عام ١٧٥٧ إلى عام ١٨٤٠ كان سكان «دكا» قد انخفضوا من مائة وخمسين ألفاً إلى ثلاثين ألف نسمة!
أصبحت «دكا» قرية للملاريا.. وقال السير تشارلز تريفيليان أمام لجنة من مجلس اللوردات البريطانى «لقد سقطت دكا.. مانشستر الهند، من مدينة بالغة الازدهار إلى بلدة صغيرة شديدة الفقر»! وكتب الاقتصادى الشهير «آدم سميث» بعد ذلك «إن بلاد البنغال الخصبة القليلة السكان قد عرفت موت ثلاثمائة ألف أو أربعمائة ألف من سكانها بسبب الجوع فى سنة واحدة»!
(٣)
لقد أتت القوة الاستعمارية الغربية على الإنسان والمكان.. على الحدود وعلى الوجود، ويذكر تشومسكى أن الأوروبيين كانوا يحاربون بهدف القتل لا مجرد الانتصار، وكان السكان الأصليون يندهشون من وحشية المستعمرين، وأن نهوض بريطانيا بوصفها الطفل المعجزة فى أواخر القرن السابع عشر، وبداية القرن الثامن عشر لم يكن إلا نتيجة الفظاظة والهمجية التى كانت عليها فى تعاملها مع الشعوب الضعيفة.
من المؤسف أن حقبة الاستعمار هذه قد تمكنت من العالم من غير تكاليف حقيقية دفعها المحتلون، فقد كانت قوتهم العسكرية أمام القوة البدائية التى كانت عليها شعوب العالم وقتئذ تجعل من المعارك أمراً بالغ السهولة، فهناك قوة تقتل ولا تدفن، وهناك آخرون لا يملكون غير الموت، ويقطع تشومسكى بأنه من المنظور الأوروبى فإن غزو العالم قد تكلف عدداً من الحروب الصغيرة لا أكثر، فغزو المكسيك احتاج إلى ١٥٠٠ إسبانى، أما الإطاحة بإمبراطورية الأنكا فقد احتاجت مائتين فقط، وكانت كل الإمبراطورية البريطانية من اليابان إلى جنوب أفريقيا تتم إدارتها وحراستها بأقل من عشرة آلاف شخص!
(٤)
لقد عرضت فى كتابى «خريف الثورة.. صعود وهبوط العالم العربى» الذى صدر عن دار ميريت فى عام ٢٠٠٣ تحليلاً مطولاً لقضايا الثورة والدولة.. والاستعمار والاستقلال.. وعما فعله الغرب بنا وعما فعلناه بأنفسنا. ولقد توقفت طويلاً أمام ما فعله الغرب بنا على نحو ما يرى تشومسكى، وعلى ما فعلناه بأنفسنا على نحو ما يرى الفيلسوف الجزائرى الكبير مالك بن نبى.
(٥)
اليوم أجدنى مختلفاً مع ما طرحه تشومسكى فى كتابه المميز «عام ٥٠١»، ذلك أنه لا يوجد ذلك التحول الجذرى الذى يجعل من عام ١٩٩٢ نهاية خمسمائة عام وبداية نظام عالمى جديد. ربما تكمن المفارقة المثيرة فى أنه قبل القرون الخمسة كان العالم بلا أمريكا، حيث لم يكن قد تم اكتشافها بعد، وأما بعد القرون الخمسة فقد أصبحت الإمبراطورية الأمريكية هى الأقوى على مستوى الجغرافيا، وهى الأقوى على امتداد التاريخ.
لكن ما بين «عام صفر» و«عام ٥٠١» أى ما بين غزو الأراضى الأمريكية إلى سيطرة الإمبراطورية الأمريكية لا يختلف عما بعده، فلقد مرت عشرون عاماً على «عام ٥٠١»، والنظام العالمى القديم هو النظام العالمى الجديد.
وإذا ما أخذنا باجتهاد تشومسكى فإن عام «٥١٠» قد شهد حرباً أمريكية على أفغانستان، كان من نتائجها اختفاء الدولة والمجتمع فى أفغانستان تحت وطأة القصف المروع للقوات الأمريكية والعمليات المضادة لحركة طالبان.. وأصبحت أفغانستان مستعمرة أمريكية.. توجد فيها القوات الأمريكية على الأرض وفى الجو.
وفى عام «٥١٢» شهد العراق تدميراً شاملاً واحتلالاً كاملاً من قبل القوات الأمريكية.
ولقد نجح الجيش الأمريكى فى جميع مهامه غير الإنسانية.. حيث قتل مليون عراقى، وتشرد خمسة ملايين وأصبحت الفوضى عنواناً للعراق.
دخل الجيش الأمريكى إلى بغداد وخرج العراق من التاريخ.. وكان التعبير الذى استخدمه وزير الدفاع الأمريكى «دونالد رامسفيلد» فى ذلك الوقت «سوف نعيد العراق إلى العصر الحجرى».. وقد كان!
(٦)
إن ما ذكره تشومسكى حول قيام جنود الاستعمار الأوروبى بالقتل لمجرد القتل، وليس من أجل الانتصار.. وجدنا نماذج عديدة له فى أفغانستان والعراق.. حيث كانت حفلات القتل والتمثيل بالجثث.. وقبلها حفلات التكذيب والاغتصاب.. مجرد أفكار للتسلية والمتعة، ابتكرها جنود الاحتلال أثناء أوقات الفراغ.. دون أى ضرورة عسكرية. إن الفكر الاستعمارى الأوروبى القديم يعود الآن فى ليبيا.. ويوجد فى العراق وأفغانستان ويجد صيغاً أكثر ذكاء فى مناطق عديدة من العالم. إن عام ٢٠١١، الذى هو عام «٥٢٠» بتوقيت اكتشاف الولايات المتحدة ورأس الرجاء الصالح، وبدء محنة الاستعمار الأوروبى للعالم، لا يختلف كثيراً عن العقود ولا القرون السابقة.
إن ما جرى فى البنغال عام ١٨٤٠ جرى فى العراق عام ٢٠٠٣.. وإن ما جرى ما بعد معركة «بلاسى» فى البنغال عام ١٧٥٧ جرى فى أفغانستان عام ٢٠٠٢.. واليوم فى ليبيا تهدف قوات الناتو إلى تقسيم الدولة والسيطرة على الموارد الطبيعية.. والوجود العسكرى الاقتصادى فى البلاد! إن شيئاً لم يتغير فى الأخلاق الغربية بعد عام «٥٠١» بل إن حجم الدمار الاستعمارى الجديد بات أسرع وأشمل. الآن فى «عام ٥٢٠».. النظام العالمى الجديد هو النظام القديم.. الغرب هو الغرب، والحرب هى الحرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق