اخر الاخبار

29‏/05‏/2011

شباب الإخوان.. شكرًَا

بقلم: وائل قنديل
wael kandil new 
 

ازلت مصرا على أن 27 مايو واحد من أجمل وأهم وأروع أيام الثورة المصرية، حتى وإن لم ير فيه اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكرى إلا «مطالب قديمة ومكررة وغير منطقية» فى مظاهرات «لم تكن حاشدة» من وجهة نظره هو فقط.

إن اللوحة الشعبية الخلابة التى رسمها الملايين فى كافة ميادين مصر أمس الأول أربكت الجميع وبعثرت كل الأوراق ولخبطت كل الحسابات، فجاءت ردود الأفعال منفلتة ومنفعلة ومتوترة، ففى حين عدلت الصحف الرسمية الصادرة أمس من خطابها ضد جمعة الغضب الثانية، ضبطت الخلايا النائمة فى بعض صحف المعارضة الباهتة تمارس أبشع أنواع التغطية «الأمنية» للحدث الكبير، من خلال عناوين يبدو أنها معدة سلفا ومعبأة فى صناديق منذ الليلة السابقة للجمعة على طريقة صناديق انتخابات العصر الساقط فراحت تنبش فى الحاويات عما اعتبرته «فوضى فى جمعة الغضب الثانية» ومثل هذا النوع من الصحافة الرديئة ليس مصابا بعطب فى البصيرة فقط، بل مصاب أيضا بعمى البصر، بحيث لم يجد فى مئات الآلاف الذين عطروا ميدان التحرير سوى ثلاثين ألفا فقط.

وفى المقابل حاولت الصحف القومية استعادة توازنها فجاءت تغطيتها أكثر معقولية واحتراما، فالأهرام المسائى قالت «روح التحرير استردت ثورتها» فيما ذهبت الجمهورية إلى أن «جمعة الغضب مرت بسلام» بينما رأت الأهرام فيما حدث «انتصار جديد لوحدة الشعب والجيش فى جمعة الغضب الثانية» وهو عنوان «تصالحى» لكنه يتناقض تماما مع رؤية اللواء ممدوح شاهين «مطالب قديمة ومكررة فى مظاهرات غير حاشدة»، وهى الرؤية التى تتطابق مع موقف جماعة الإخوان من المظاهرات حيث وصفتها بأنها «جمعة الوقيعة» فى استعادة تثير الشفقة للمفردات ذاتها التى استخدمتها «الجماعة» والسلفيون قبل 25 يناير.

وفى وسط هذا الضباب الكثيف يصبح واجبا الانحناء احتراما لشباب الإخوان الذين أضاءوا ميادين وساحات التظاهر أمس، معبرين عن وعى مدهش بما تستحقه مصر وثورتها، ضاربين المثل فى إعلاء مصلحة الوطن برحابتها وامتدادها، على مصالح الجماعة بضيقها وفئويتها، ليشكلوا مع شركائهم من جميع أطياف الشعب المصرى، مسلميه ومسيحييه، يمينه ويساره ووسطه، عقدا فريدا من الاصطفاف الوطنى والتوحد من أجل إتمام ثورة علمت العالم كله كيف يغضب بنبل ويثور بجسارة.

إن جمعة أمس الأول هى جمعة استعادة الأمل وعودة الروح واسترداد الوعى، وهى أيضا جمعة الصلابة الروحية والاستقامة الأخلاقية فى وجه نوات وأعاصير مقروءة ومسموعة ومرئية حاولت تشويه فكرة التظاهر، وترهيب المصريين دينيا وأمنيا كى يلزموا مقاعدهم ويربطوا الأحزمة، دون أن يكون لهم حق السؤال: إلى أين يمضى الطامعون الطامحون بقطار الثورة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق