اخر الاخبار

08‏/05‏/2011

خطوط فاصلة بقلم سمير رجب



زمان.. كانت الشعوب العربية لا تجرؤ على رفع صوتها للتعبير عن استيائها من الحكام.. أو رفضها لهم..!
.. وحتى إذا ما حدث ذلك.. فكانت محاولات محدودة غالبا ما تنتهى بالقمع والتنكيل والزج بالمعترضين فى السجون والمعتقلات..!
لذا.. فطالما آثرت تلك الشعوب.. الصمت.. أو الاكتفاء بالعمل فى الظلام..!
>>>
الآن.. أصبحت مهاجمة الحكام «عينى عينك»..
ودوت الصيحات لتصل إلى عنان السماء.. بينما الناس لا يخشون أن يبطش بهم.. أو تنزل بهم العقوبات.. إيمانا بوجود اخوة وزملاء
لهم.. يناضلون.. ويكافحون.. ويصمدون.. حتى يتحقق المراد..!
من هنا.. لم يكن العقيد معمر القذافى يتوقع ـ على سبيل المثال ـ أن تصبح مدينة بنغازى «مستقلة» عن جماهيريته العظمى.. وأن يقف المصلون فى مساجدها رافعين شعارات الغضب ضده.. التى تحمل كل عبارات الازدراء واللعنات التي ما بعدها لعنات..!
أين كان القذافى من كل ذلك منذ شهر مضى.. عندما هدد «شعبه» بالقتل والتذبيح واشعال فتيل الحرب الأهلية بين أبنائه وبعضهم البعض..!
نعم.. ربما يكون قد نفذ بعض ما هدد به.. لكن العبرة تكمن في هذا الصمود غير المسبوق والذى لم يتوقعه يوما..!
>>>
لكن ما يثير الدهشة والغرابة.. ان العقيد لا يستطيع قراءة التطورات الجارية قراءة جيدة.. فالشواهد واضحة.. وكلها تنبىء بانهيار النظام.. فلماذا العناد والمكابرة.. لاسيما وان «الثوار»
أصبحوا لا يرضون بأى خيارات سوى الرحيل..!
فى نفس الوقت.. فإن القذافى لا يريد أن يدرك.. بأنه كلما توسعت وتعددت بحور الدم.. أصبحت عمليات الانتقام أبلغ ضراوة وأشد قسوة..!
>>>
ولعل الموقف لا يختلف كثيرا بالنسبة لسوريا.. رغم ان التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تميل إلى صف الرئيس بشار الأسد.. فالضحايا الذين يسقطون كل
يوم.. يخلفون من الكوارث والمآسى ما يكفل إغلاق أبواب «المصالحة».. أو الغفران.. والدليل ان المظاهرات الحاشدة يوم جمعة «التحدى» أول أمس.. قد فاقت سابقاتها..!!
لماذا..؟!
لسبب بسيط.. ان السوريين ازدادوا جرأة.. وأصبحوا شبه موقنين بقدرتهم علي التغيير الذى حرموا حتى من التعبير عنه علي مدى خمسين عاما من الزمان..!
لقد اشتهر حكم «آل الأسد» بشدة القبضة على زمام الأمور.. وعلى وأد أصوات المعارضة.. وعلى القدرة الدائمة على سرعة توجيه الاتهامات بالخيانة والعمالة.. وهى اتهامات طالما انتهت بأصحابها إما إلى أعواد المشانق.. أو السجن مدى الحياة..!!
الآن.. أصبح السوريون.. يقابلون الرصاص.. بصدورهم.. وكلما فقدوا شهيدا.. ازدادوا اصرارا علي مواصلة الطريق..!!
.. وطبعا.. لا أريد.. أن أسهب فى الحديث عما يجرى فى اليمن.. لأن الأحداث هناك واضحة.. وضوح الشمس.. والخطب التى يلقيها الرئيس على عبدالله صالح كل أسبوع.. هى خطب معادة ومكررة.. وتدور تقريبا فى نفس الدائرة المغلقة.. دائرة الاتهامات بضرب الشرعية.. والدستورية..!!
>>>
عموما.. واستنادا إلى ما يجرى فى المنطقة العربية.. فإن السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
> كيف يقبل شخص ـ أى شخص ـ على نفسه.. أن يكون «ملفوظا» من المحيطين به.. ثم يتمسك بالبقاء عليهم.. أو بجانبهم.. فما بالنا.. وإذا كان هذا الشخص رئيسا.. أو زعيما..؟!
أليس للزعامة ـ يا سادة ـ مقوماتها.. ومواصفاتها.. وأولها.. الرضا الشعبى.. والقبول الجماهيرى.. مع الأخذ فى الاعتبار بأن هؤلاء القادة موقنون بينهم وبين أنفسهم.. بأنهم جاءوا إلى مواقعهم إجبارا.. وليس اختيارا من جانب أصحاب الحق «الأصليين»..!
.. الإجابة معروفة.. لكن .. من يقرأ.. ومن يسمع.. ومن يملك.. ولو ذرة واحدة من الشهامة..؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق