اخر الاخبار

17‏/05‏/2011

تهانى لا معنى لها بقلم صلاح منتصر

أرسل الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، برقية تهنئة إلى السيد المشير محمد حسين طنطاوى بمناسبة عيد العمال، فهل استدعى رئيس الوزراء الموظف المسؤول فى مكتبه وطلب إليه أن يصوغ تلك البرقية، أم أن الموظف المسؤول وجد أن هذا هو الروتين المعمول به فأرسل البرقية من تلقاء نفسه؟

ولأن رئيس الوزراء فى كل الأحوال هو المسؤول فقد يكون مناسباً سؤال: لزومها إيه مثل هذه البرقيات، ورق رايح، وبوستة جاية، وسركى وتوقيعات، وليس هناك جنيه واحد تضيفه هذه البرقيات إلى الإنتاج والعمل، بل على العكس تمثل تكلفة كبيرة للدولة، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار آلاف برقيات التهانى التى يتبادلها رئيس الوزراء والوزراء وكبار المسؤولين فى كل مناسبة، وهى بالطبع ليست على حساب واحد منهم وإنما على حساب دافع الضرائب؟

وإذا كنت أتحدث عن تهنئة رئيس الوزراء للمشير بعيد العمال فما علاقة المشير بعيد العمال حتى يهتم رئيس الوزراء بهذه التهنئة؟ أفهم أن تكون التهنئة بعيد العمال للعمال أنفسهم من خلال برقية مفتوحة من رئيس الوزراء إلى كل عمال مصر يكون لها معنى وهدف، يحدثهم فيها مثلا عن الظروف التى تواجهها مصر، وتطلعها إلى العطاء الذى يقدمه كل عامل لبلده حتى يمكن تحقيق آمال العاملين فى زيادة دخولهم.

 وأفهم أن تكون التهنئة للمشير فى مناسبة لها معنى خاص يتصل بالقوات المسلحة، مثل التهنئة بحرب أكتوبر أو بعيد الثورة فى يناير المقبل، وعلينا جميعا خير، ولا تكون مجرد أمانى وكلمات بل بها رسالة ومعان يريد التأكيد عليها..

أما أن تكون تهنئة المسؤول بأى مناسبة وكل مناسبة بجمل وكلمات محفوظة، فهذا معناه أن نعود إلى ما كنا عليه قبل ثورة يناير، وأن يجد كل وزير وكل محافظ وكل رئيس هيئة نفسه مشغولا بهذه البرقيات التى تصبح لا هدف لها ولا معنى إلا إثبات ولاء المُرسِل!

وأنا واثق أن السيد المشير لا تهمه اليوم برقيات التهانى التى لا معنى حقيقياً لها قدر اهتمامه بعمل إيجابى فى أى موقع، بأمن يسود، وإنتاج يزيد، ومحبة تملأ القلوب. فلنغسل إذاً أيدينا من هذه البرقيات، ولنبدأ صفحة جديدة نعطى فيها للرسالة التى نبعثها قيمة ومعنى، ونوفر الفلوس التى تتحملها هذه البرقيات من فلوس دافع الضرائب حتى لو كانت جنيهاً واحداً!

وأضيف: المذيعة أو المذيع الذى يتقعر فى النطق باسم المشير وينطقه «حوساين طنطاوى» على تصور أن ذلك يضيف تعظيماً إلى الاسم، أرجو أن ينطقَ الاسم بنفس الطريقة المألوفة التى يقولها ملايين المصريين، أما التقعر فهو يستفز السامعين دون أى ذنب للمشير!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق