اخر الاخبار

08‏/05‏/2011

انصفوا سياسة مبارك الخارجية‏!‏/حازم عبد الرحمن

حازم عبدالرحمن
من الظلم الفادح إن نقول أن كل سياسات عهد مبارك الخارجية كانت فاشلة. فلن يكون من المفيد أبدا أن نتبع تلك العادة الفرعونية المرذولة التي تهيل التراب علي كل ما فعله الحاكم السابق, ولا تمدح إلا ما يفعله الحاكم الجديد.
 مثلا, لقد نجح مبارك في تجنيب مصر مخاطر التورط في أي
حروب جديدة ولم يشغل نفسه بالتورط في التنكر لسياسات سلفه أنور السادات التي ارتكزت علي أن حرب أكتوبر3791 هي آخر الحروب التي تدخل فيها مصر.. بالرغم من أن المسرح كان مهيئا جدا لمثل هذا الموقف فعلي الأقل كانت ظروف اغتيال السادات تبرر مثل هذا التصرف
.ثم انه تعرض لضغوط عاتية طوال03 سنة من جانب إسرائيل وأمريكا والدول العربية لكي يرتكب أي هفوة يمكن تفسيرها علي أنها تنكر للالتزام المصري بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. وقد نتذكر أن هذه الضغوط لم تتأخر كثيرا. فلم يكد يمر عليه8 شهور في رئاسة الجمهورية حتي بدأت إسرائيل في يونيو2891 غزو بيروت. وجاء هذا الغزو بعد أقل من شهرين من تمام الانسحاب الإسرائيلي من سيناء في52 ابريل.2891 لاحظ أيضا, أن مبارك تولي السلطة وكانت كل العلاقات المصرية العربية مقطوعة مع كل الدول باستثناء سلطنة عمان وسودان نميري, وكانت الجامعة العربية مغلقة في القاهرة وتم نقلها إلي تونس, وكانت الشروط أن تلغي مصر المعاهدة مع إسرائيل في مقابل عودة العلاقات العربية. ولكنه نجح هو وفريق سياسته الخارجية في اعادة العلاقات العربية مع القاهرة, واسترداد الجامعة العربية مع الابقاء علي التزامات مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل.ا2ب
كان واضحا جدا لحسني مبارك أن الخليج يفتح سوقا لقوة العمل المصرية لا يمكن الاستغناء عنه. فهو متنفس لطاقات الملايين من الشباب,. وهو مصدر للرزق يزيد الثقة في المستقبل, ثم انه مصدر لتحويلات بالمليارات من الدولارات كل سنة من هذه العمالة يزيد من قوة وحيوية الاقتصاد المصري.وعلاوة علي كل ذلك فقد التزم أيضا بعناصر جوهرية في سياسات السادات تجاه هذه المنطقة الحيوية لمصر. فقد ارتكزت سياسة السادات علي التحالف القوي أو اقامة علاقات متميزة وحديدية مع السعودية والكويت والإمارات والبحرين, الخ وكلنا يتذكر الدور الذي لعبه المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز في حرب أكتوبر.3791 والحق أن مبارك لم يحافظ فقط علي هذه العلاقات, بل لقد طورها ورعاها بكل دأب.يكفي فقط في هذه النقطة أن نتذكر موقفه الصلب ضد صدام حسين في غزو الكويت في شهر أغسطس عام0991, الواقع أن الوقفة المصرية ضد الغزو كان لها دور لاينكر في تحرير الكويت, وتحرير كل منطقة الخليج من بلطجة سياسات صدام حسين.ارجوك أن تتذكر أيضا أن مصر فعلت ذلك مع صدام, وكانت لتوها قد لعبت دورا جوهريا في صيف عام8891 في انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بصورة مشرفة لصالح العراق, والتصدي للاطماع الإيرانية ليس فقط في العراق ولكن في كل المنطقة العربية. وجاء هذا الدور عن طريق عناصر مصرية قامت بدور لا غني عنه في قيادة هيئة أركان القوات العراقية في عمليات تحرير جزر مجنون, فهو يقف مع استقلال العراق, وصموده أمام إيران ولكنه أيضا ضد أن يسيطر العراق علي الدول المجاورة له.ا3ب
تبقي قضية العلاقات المصرية الإيرانية التي تسعي الحكومة لاحيائها وهي مسألة شائكة ومعقدة. فمن الآن لم تغير إيران سياساتها الساعية إلي التمدد في الدول العربية بأكثر من وسيلة. فهناك حزب الله في لبنان وهو حزب لايخفي ولا ينكر علاقاته مع إيران ويعترف علنا بانه يأخذ منها أسلحة ويتلقي تدريبا علي يديها كذلك الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية, فإذا كانت الدول العربية ترفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية فكيف تقبل الاحتلال الإيراني لأراض عربية؟ ناهيك عن وجود محور سوري إيراني واضح ومعلن. والبديهي أن مثل هذه الأمور تجعل أي سياسي مصري يشعر بالقلق من التحركات الإيرانية, أضف إلي كل هذا, التمدد الضخم الذي حدث لإيران داخل العراق بعد الغزو الإمريكي.أما فيما يخص العوامل المصرية في الموقف من إيران فلدينا مثلا قضية الشارع المسمي باسم خالد الاسلامبولي قاتل السادات في طهران إلي جانب ثبوت ايواء إيران لعناصر إرهابية مطلوبة في مصر ورفضت إيران تسليمها للقاهرة, ثم قضية خلية حزب الله التي تم ضبطها أخيرا في مصر وهربت عناصرها من السجون أثناء الثورة.فضلا عن الشبهات القائمة عن علاقات منظمة حماس الفلسطينية مع إيران, والأدلة التي أظهرت تورط منظمات فلسطينية في أعمال إرهابية بشرم الشيخ وطابا الخ.. كل هذه المسائل تثير أسئلة كثيفة بخصوص إيران.فعلي أي أساس جاءت المساعي الأخيرة للقاهرة للتقارب مع إيران دون أن يكون هناك موقف إيراني معلن يبرر هذا التحرك المصري؟ أم أن القاهرة تريد أن تعطي لإيران شيكا علي بياض كعربون صداقة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق