اخر الاخبار

20‏/01‏/2012

يفوز الريال.. يوم تعود الأندلس

فوز.. فوز.. فوز.. دائما الفوز لبرشلونة، ترى متى يفوز ريال مدريد؟ أذكر أنه قبل الانتخابات البرلمانية المصرية فى عام 2005 قال الصحفى توماس فريدمان أن الحزب الوطنى يمكن أن يخسر الأغلبية فى البرلمان يوم تطير الأهرامات أو يتكلم أبوالهول.. كان المعنى واضحا أنه مستحيل هزيمة الحزب الوطنى.. فهل هناك مستحيل فى كرة القدم؟
وبهذا المنطق هل يمكن القول إن ريال مدريد سوف يهزم برشلونة يوم تعود الأندلس إلى العرب؟
 أتذكر قصيدة رائعة لأبى البقاء الرندى بعنوان فى رثاء الأندلس يقول فيها: لكل شىء إذا ما تم نقصان
 فلا يُغر بطيب العيش إنسان
 هى الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
 ●● بقدر ما كانت تلك القصيدة مؤثرة أظن أن هزائم ريال مدريد أيضا باتت مؤثرة.. وتستحق الرثاء، ففى اللحظة التى سجل فيها رونالدو هدف فريقه الوحيد فى الدقيقة (11) تعالت صيحات المدريديون فى المقهى الذى يقع بجوار منزلنا، لكن فى الشوط الثانى كان صوت فرحة الكتالونيين أعلى وأعمق بكثير.. (طبعا لا أقارن بين سقوط غرناطة وبين سقوط ريال مدريد).. إلا أن الأمر أصبح يثير الشفقة على الفريق الملكى الكبير، الذى يصغر حين يرى شياطين برشلونة فى الملعب.ففى المواجهات الثلاث الأخيرة باستاد سانتياجو برنابيو» لم يخسر برشلونة.. والمواجهات الثلاث كانت فى كأس السوبر، والدورى ثم كأس الملك. وفى كل مرة يتقدم ريال مدريد بهدف ثم يتراجع. وحين تقدم بهدف بنزيمة بعد 23 ثانية خسر بثلاثة أهداف مقابل هدف.. ترى هل يمكن أن يفوز ريال مدريد يوما ما؟
●● نعم، يؤكد ذلك جوارديولا مدرب برشلونة، فهو قال فى المؤتمر الصحفى لا يمكن أن نستمر فى الفوز بالكلاسيكو ففى يوم ما سيهزمنا ريال مدريد. أما مورينيو الذى يقدم مادة دسمة للصحفيين تتضمن عشرات المانشيتات، فقد قال عقب المباراة: «أنا المسئول.. اتركوا لاعبى فريقى فى سلام.. أنا مستعد لقسوتكم؟!».

●● كان تشكيل الريال غريبا وفيه مفاجآت، وأهمها غياب مسعود أوزيل من البداية، والدفع بالتركى حميد التينتوب فى مركز الظهير الأيمن، والأرجنتينى جونزالو هيجواين مع كريم بنزيمة.. ولعب ريال مدريد بقوة وشجاعة لمدة 11 دقيقة، وعلى الرغم من الضغوط والتوتر وحساسية اللقاء لم يبد لذلك أثر على أداء برشلونة. مارس الفريق أسلوب تبادل الكرة بالتمرير وصناعة المساحات بهدوء أعصاب وبتركيز شديد يتجاوز الهدوء إلى البرود، وتبادل للمراكز أيضا فترى فابريجاس يتقدم على سانشيز المتقدم، وترى ميسى يسكن اليمين ثم منتقلا للعمق، وترى إنيستا مثل شبح خفى لا يظهر لمدافعى الريال، وترى مدافعى برشلونة يسجلان.. وترى فريق قصار القامة الكتالونى يجول ويصول ويهدر الفرص ويبدو مكونا من عمالقة.. فيما انقطع ريال مدريد عن مرمى برشلونة.. يلعب أهل كاتلونيا تيكى تاكا بما فى الأسلوب من موسيقى وإيقاع، ويتحول أهل مدريد إلى أسلوب مضاد يترجم إلى «تيخ تاخا» بما فى الأسلوب من عنف وإيذاء..
ماهذا السحر الذى يقدمه فريق برشلونة.. وكيف يمارس هؤلاء السحرة سحرهم؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق