اخر الاخبار

10‏/05‏/2011

جمهورية مصر «العرفية» بقلم محمد امين

لا يمكن أن تكون مصر دولة عرفية.. يحل مشاكلها الشيخ حسان، والدكتور صفوت حجازى.. ولا يمكن أن تتحول مصر بعد الثورة إلى دولة متفرجة.. تقف فى المنتصف، أو تقول «الحجز يا رجالة».. ولا يمكن أن تكون قصعة الكبسة حلاً لمشاكل البدو.. ولا يمكن أن تكون الدبلوماسية الشعبية، التى يقودها الوفد، بديلاً لدولة بحجم مصر.. وإن كانت تتعثر الآن فى سيرها كطفل صغير!
لا نقبل أن يكون اسم مصر الثورة هو جمهورية مصر العرفية.. فالمفترض أن الثورة رفعت رؤوسنا، ورفعت أسهمنا.. والمفترض أن الدولة المصرية استعادت مكانتها، واستعادت عافيتها.. وتتحرك كدولة كبرى فى المنطقة.. لا كما نراها الآن، كأنها دولة ما قبل الأنظمة السياسية، وكأنها تبدأ من جديد.. وكأنها دولة عرفية، لا دولة قانون.. كان هذا خطأ جسيماً.. سقط فيه المجلس العسكرى!
أفهم أن المجلس العسكرى فعل ذلك دون قصد.. وأفهم أنه فعل ذلك من قبيل «مصر للجميع».. ومصر لكم، وأنتم أدرى بشعابها.. هكذا كان يتصور المجلس العسكرى، وهكذا مازال يتصور رئيس حكومة الثورة.. فتحدث البعض عن الدولة الرخوة.. وتحدثت عن «دولة فى الطراوة».. والآن أكتب أنها دولة متفرجة، أو دولة عرفية.. لا دولة مدنية، ولا دولة قانونية.. إنما دولة الشيخ محمد حسان!
خطورة الأمر أن الذين ركبوا الموجة لن ينزلوا أبداً.. وأصبحنا أمام فكرة الحقوق المكتسبة، والحقوق المشروعة.. وليس أمام فكرة الشراكة بين الحكومة والشعب.. المسائل تختلط للأسف.. وأصبح جمهور السلفية هو الذى يحكم.. وزادت نبرته أكثر من الإخوان.. الذين تحولوا وطوروا أداءهم مع الثورة.. لدرجة أن المواطن العادى، بدأ يشعر بأن الحكم، إما «سلفى» وإما «إخوانجى»!
وربما تسربت هذه المفاهيم وهذه المعانى إلى نفوس الجميع.. حتى شعرنا بخيبة الأمل.. مما اضطر أحد كبار قادة المجلس العسكرى ليقول: لا نحن إخوانجية ولا نحن سلفية.. وزادت شوكة السلفية.. وشاركوا فى كل شيء.. من أول كنيسة صول بأطفيح إلى أحداث قنا إلى مجزرة إمبابة.. وغيرها وغيرها.. وأصبحنا نتسلم يومياً بيانات عديدة منهم، أكثر من بيانات مجلس الوزراء!
فهل يعقل أن تتحول مصر إلى ساحة حرب؟.. وهل يعقل أن نخون الثورة المصرية؟.. وهل يقبل المصريون أن تتحول ثورتهم البيضاء إلى كابوس؟.. وهل يعقل أن يتحرك الشعب بناء على شائعة؟.. وهل يعقل أن يتحرك المواطنون وتتفرج الدولة، أو تقف فى المنتصف؟.. وهل يعقل أن نخلص من فيلم الأخت كاميليا، لندخل حرب الأخت عبير؟!.. وهل من العقل والمنطق أن تشهد مصر حرب شوارع؟!
الشعب يريد أن يفهم.. مصر الثورة على فين؟.. والشعب يريد أن يفهم ما يجرى، ولا ينغمس فيه فقط؟.. والشعب يريد أن يعرف آخرة ما يحدث، ومن أصحاب المصلحة فيه؟.. هل هى إسرائيل؟.. أم بعض دول الخليج؟!.. أم فلول الثورة؟.. أم أن رجال النظام يديرون الثورة المضادة من طرة؟.. وهل أصبح الأمن مسؤولية كل مواطن؟.. وهل يأتى يوم نفضل فيه الأمن على رغيف الخبز؟!
المصريون ينتظرون أكثر من ذلك من المجلس العسكرى.. وينتظرون دولة حقيقية مدنية قانونية.. لا مكان فيها للحلول العرفية ولا الأحكام العرفية.. دولة لها هيبتها وشموخها.. تقيم العدل بين أفرادها، على أساس المواطنة.. الشعب يريد جمهورية مصر المدنية.. لا جمهورية مصر العرفية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق