اخر الاخبار

06‏/06‏/2011

أصداء الحوارات!بقلم: سلامة أحمد سلامة

بقلم: سلامة أحمد سلامة
salama ahmad salama okkk

«ولا تنازعوا فتفشلوا ويذهب ريحكم».. هذه هى النصيحة التى يريد المتعاطفون مع الثورة والمؤمنون بها أن يرفعوها شعارا فى مواجهة مظاهر التمزق والانقسام التى بدأت تطفو على السطح. والتى انعكست بوضوح فى اللقاء الذى عقد بين أعضاء المجلس العسكرى ومجموعة من ائتلافات شباب الثورة.. استغرق الحوار فيها ساعات دون نتيجة، وأسفر عن انسحاب بعضهم وبقاء البعض الآخر. ولم يتضح بعد لماذا كان الاجتماع ولماذا كان الانسحاب؟ ومن أين جاءت هذه الأعداد من ائتلافات الثورة التى جاوزت المائة ائتلاف، لكل منها اسم وعنوان وشعار؟!

هذا المشهد لابد أن يثير القلق على المستقبل. خصوصا إذا ارتبط بتصرفات واندفاعات غير محسوبة يتمسك فيها كل واحد برأيه، وتوشك أن تفسد العلاقة بين بعض القائمين على الأمر وبين وسائل الإعلام. وتنشر أجواء الخوف والشك وانعدام الثقة، وخاصة إذا اقترن ذلك بما يمكن أن يمثل ضغطا على القضاء أو قيدا على أعمال الفكر والترويج لروح العدالة. فلابد أن يظل القضاء بعيدا عن مجالات الجدل والمساجلات. والانخراط فى تأييد فريق ضد فريق. وأن تظل هناك مسافة مقدرة بين القضاء والإعلام بجميع أشكاله ومناوراته.

وفيما أتلقاه من رسائل وردود فعل من القراء العاديين كثير من الحكمة التى غالبا ما يتناساها شباب الثوار وتعميهم حماستهم عن إدراك ما يدركه عامة الناس. ومن أمثال ذلك ما تحمله هذه الرسائل:

•• الكل كان يطالب بالديمقراطية، وحينما جاءت أصبح الكل خائفا. لأن الناس يمكن أن تنتخب الإخوان ويصلوا للحكم وكأننا شعب قاصر وبلا رأى، ولهؤلاء أقول إن الشعب عنده وعى ربما أكثر مما تسمونهم النخبة. وأقول اعرضوا أفكاركم وبرامجكم والشعب هو الحكم، أم أنكم تريدون تأجيل الانتخابات إلى الأبد؟ وأرى أن يتم حل جميع الأحزاب الموجودة قبل الثورة لأنها أحزاب ورقية، مع عودة مقارها للدولة، ولأعضائها الحق فى تكوين أحزاب جديدة طبقا للقانون الجديد!

•• سيدى: إن العمل الجاد المخلص والمبدع هو الدليل على مدى صدق صاحبه قبل الثورة وبعدها. ولكن أسهل شىء للأشخاص غير الناضجين هو كثرة تبادل الكلام والاتهامات. والله لقد جبت معظم ربوع الوطن وأوافقك تماما أن التوجه للصعيد وبحرى وكل العشوائيات وكل شارع وحارة والاستماع إلى مشاكل الأهل وتجميعها وبحثها واقتراح الحلول الواقعية الناجزة لها هو التحدى الجدى. وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.

••مازلت مصمما على أن تفتيت القوى السياسية فى أكثر من حزب وبأكثر من زعيم ليس فى صالح الأحزاب الليبرالية فى هذه الفترة الحرجة. فشركاء الأمس صاروا فرقاء اليوم. وتفتيت قوة الشباب فى أكثر من اتجاه له مردود عكسى! المواطن البسيط يفقد الاتصال المباشر مع رجال كان لهم دور بارز فى نجاح الثورة.

••كفانا إلقاء التهم على الآخرين. وكفانا تظاهرا ومضيعة للوقت. لقد صار الطريق ممهدا فعلينا أن نعمل. علينا إنشاء أحزاب حقيقية وليست كأحزاب صفوت الشريف وجماعته.. الأحزاب التى أنشئت من أجل الحصول على الإعانة. نريد أحزابا تعمل فى الشارع ولها برامج واضحة وأسس متينة. نريد أحزابا يتزعمها قادة النضال الذين عارضوا نظام اللانظام.. نريد قادة من أمثال البرادعى والبسطويسى ونهى الزينى والخضيرى وعبدالحليم قنديل.. وغيرهم كثير ممن ناضلوا ضد المافيا التى كانت تحكم مصر. نريد من يضىء النور لشعب مصر الجاهل منه والمتعلم.. مصر الديمقراطية التى ستصلح ما فسد فيها على أيدى مجرمى الحزب غير الوطنى. أما أن نجلس ونتباكى على قدرة الإخوان والسلفيين فهذا هو العبث بعينه.

••هل يعلم هؤلاء المتخندقون فى الفنادق الفخمة ليقيموا مؤتمراتهم.. ما هى اهتمامات أهل منشية ناصر مثلا وغيرهم من سكان العشوائيات.. ما هى أحلامهم وأحلام الفلاحين وعمال المصانع وغيرهم. أنا مواطن متعلم.. همومى دستور حقيقى ليس لصالح فئة معينة. ولا يعنينى أن نؤجل كل شىء ليصبح بعض الشباب مشروع رؤساء قادمين.. فهذه ليست مشكلة لدى جموع الشعب المصرى والمتعلمين منهم. نحن نريد ما وافقنا عليه: انتخابات برلمانية ثم انتخابات رياسية ثم دستور. وفى هذا الدستور نريد دولة برلمانية ويكون الرئيس القادم آخر رئيس بسلطات، سواء محدودة أو غير محدودة.. وأن ينزل كل من يظن لنفسه قيمة إلى الشوارع وليس إلى فنادق الخمس نجوم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق