بقلم: فهمي هويدي

تشييع جنازة شهداء الثورة المجهولين يذكرنا بأن الذين قتلوهم لا يزالون بدورهم مجهولين. وإذا كان لدينا عذر فى عدم التعرف على أولئك الشهداء طوال الأشهر الأربعة الماضية، فلا ينبغى أن نتعلل بأى عذر فى التعرف على الذين أصدروا الأوامر بقتلهم. الأمر الذى يجعل ملف العلاقة مع الشرطة مفتوحا، بل ومسكونا بدرجات متفاوتة من الشك وسوء الظن. وأخشى أن يطول الأمد بهذه الحالة بحيث تتحول فى مرحلة ما إلى عقدة وعاهة لا علاج لها. ولو أن الأمر وقف عند ذلك الحد لأمكن الصبر عليه لبعض الوقت، أملا فى أن يداوى الزمن الجراح إذا أمكن التعامل بذكاء مع الموضوع بما يطهِّر الذاكرة أو ينسيها. إلا أننى أخشى أن تذهب الأمور إلى أبعد، بحيث تتحول المسألة إلى «ثأر» بين الشعب والشرطة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق