اخر الاخبار

25‏/06‏/2011

زعيماً أو صعلوكاً بقلم مفيد فوزى

زعيما كان أو صعلوكا، ثائراً أو منبطحا، عظيما أو تافها، ثريا أو معدما، عجوزا أو شابا، تدخل دورة حياته «الدموية» امرأة، قد تكون «قدم السعد» وربما هوى نجمه من ورائها. كلينتون انفضح أمام العالم بمونيكا وفستانها الأزرق المبقع. بيرلسكونى تلعب بغرائزه الصبايا. مدير صندوق النقد الدولى هزمته منحنيات جسد امرأة.
نحن نكذب كرجال حين نقول إننا مفتونون بعقل امرأة، الأمر وما فيه أننا مفتونون للنخاع لعين امرأة تشى برغباتها ومفتونون بشهقات صوت امرأة تعريها من ثيابها ومفتونون بما يكشف أكثر مما يستر من كنوز تدربت منذ الصغر على الإيحاء والوعد.

زعيما أو صعلوكا، ثائرا أو منبطحا، ترفعه امرأة وتدمره امرأة. تلعب به الاستغماية أو تضمه بين جفونها، تخلص له وتنشب فى صدرها نار الغيرة عندما «تلوفه» أخرى. الشاعر محمود درويش تزوج شاعرة وكنت أتصور أنهما عصفوران سيغردان، لكن رياح الغيرة عصفت بعشهما وتناثرا ريشا فى الهواء. زعامة الزعيم فى ولاء امرأة بعينها له، وإلا كان الصعلوك زعيما لامرأة.

زعيما كان أو صعلوكا ثائراً أو منبطحا. المرأة التى تحمل اسمه، تسير خلفه بخطوة ولا تتقدمه ليسير خلفها ذليلا تابعا. وقد يضعف أمامها، فيقبل أصابع قدميها مثلما فعل نابليون مع حبيبته جوزفين ومثلما تعلق جون كنيدى من أهدابه بمارلين مونرو حتى لقى مصرعه. زعيما كان أو صعلوكاً، لم يفتح ملف جينات الخيانة فى المرأة، فالمرأة مخلوق يرى الدنيا بأذنيه، فحبه للاكتشاف والسياحة فى أرض الدهشة. لا تهم اللحظة فسرير اللذة لا يعرف المقامات.

فى إحدى روايات الأدب الروسى، تهرب الزوجة إلى أحضان عربجى عربة الزبالة لأنه رمقها بنظرة وهى زوجة عالم التاريخ المشغول حتى الثمالة بأبحاثه.

وأصرت سيمون دى بوفوار على أن تعيش وحيدة وسارتر يعيش وحده، حتى يكون لقاؤهما مشبعا باللهفة ولا يسقط فى فخ التكرار، ولهذا رفضا الزواج والنوم على سرير واحد. ذلك أن المرأة إذا طاردتها طواحين الملل هزمت مقاومتها. وذات مرة خاطب العقاد امرأة جميلة خائنة بقوله «أنت أحلى من الوفاء».

زعيما كان أو صعلوكا، ثائراً أو منبطحاً، لا تخطو المرأة نحوه فى الفراغ، فهى تخطو نحو نضارة الشباب ووهج السلطة وحلاوة المال. لقد ذهبت الأميرة ديانا إلى شباب دودى وذهبت جاكلين كنيدى إلى ثروة أونانسيس. الحب العام لا يحجب لحظة حب خاصة بل يشتاق لها، ومهما هتف الناس بالاسم مدويا، يشتاق لهتاف القلب الصامت. وقلما يوجد فى نساء هذا الزمان من تعيش مع رجل على البساطة وتأكل معه بطاطا. حتى الصعلوك الذى يهيم فى البرية يبحث عن امرأة تحتويه من شروده.

زعيما كان أو صعلوكا تطرب أذنه بكلمات امرأة تحب، حين تقول «ليتك تمرحين فأتحسس جبينك» أو «ليتنى زرارا فى قميصك أختال به» وإذا ذهبت امرأته إلى رجل آخر تعلو قيمتها ويلعنها. لو.. انكسر يفتش فى نفسه.

زعيما كان أو صعلوكا، ثائراً أو منبطحا، تظل المرأة وشما على حياة الرجل أيقونته المختارة من صدفات البحر. لوحته العبثية على جدار قلبه. وعليه أن يعاملها كالطير لا يكف عن التحليق أو كصقر جارح يبحث عن فريسته أو كقطة جائعة تموء فى أنصاص الليالى وأحيانا كزهرة نبتت فى مزبلة.. المهم.. اطرح من حساباتك معها، المنطق والمستنبط والمستنتج والمستلهم، وإلا فقدت ظلك وعقلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق