اخر الاخبار

20‏/06‏/2011

هل أخطأ الإخوان بفصل أبوالفتوح؟ قلم: عماد الدين حسين

قلم: عماد الدين حسين
emad eldin hussein newشىء مؤسف أن يقرر مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين فصل شخص بقامة ومكانة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.

الأسف مرده شعور إنسانى أكنه لهذا الرجل المهذب والمحترم والمنفتح على كل التيارات والأفكار والثقافات.

لكن ولأن السياسة لا تدار بالعواطف فإنه ينبغى علينا أن نحترم قرار مكتب الإرشاد طالما أنه تم اتخاذه بأغلبية الأصوات.. تلك هى لعبة الديمقراطية حتى لو اختلفنا مع نتيجتها.

من حق مكتب الإرشاد أن يتخذ القرار الذى يراه صحيحا من وجهة نظره، ومن حق أبوالفتوح إذا رأى أن ذلك لا يعجبه أو يناسبه أن يخرج من المكتب ومن الجماعة، ويؤسس حزبا أو يفعل ما يشاء وبالتالى علينا أن نفرق كثيرا بين موقفين: الأول هو الحق الأصيل لمكتب الإرشاد فى اتخاذ ما يراه من قرارات بأغلبية الأصوات النزيهة، وحق كل شخص يعترض على ذلك فى التعبير عن رأيه دون أن يلزم بها المكتب أو الجماعة.

شخصيا كنت أتمنى لو أن كل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمتعاطفين معها يفكرون بنفس طريقة الدكتور أبوالفتوح ويرون العالم بنفس نظرته.

لو حدث ذلك حسب اعتقادى لتحولت مصر إلى دولة مثل تركيا بعد خمس سنوات فقط، لكن وبما أن الأشياء لا تحدث بالتمنى فعلينا أن نتعامل مع الواقع كما هو أملا فى تغييره نحو الأفضل.
خروج أبوالفتوح وفصله من الجماعة لن يكون الكلمة الأخيرة فى ملف الانتخابات الرئاسية أو موقف الإخوان منها أو حتى قرار الدكتور سليم العوا المبدئى بالترشح للرئاسة.

المؤشرات المبدئية تقول إن الجماعة وعبر قرار فصل أبوالفتوح وليس تجميد عضويته تريد إيصال رسالة للقوات المسلحة والأقباط وكل القوى غير الإخوانية بأنها جادة فى عدم وجود مرشح ينتمى إليها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، إضافة إلى تأكيدها السابق بأنها لن تنافس على أكثر من 35 إلى 40٪ من مقاعد البرلمان المقبل.

هذه الرسالة هى لطمأنة الجميع بأن الإخوان لا تريد «المغالبة أو التكويش». الرسالة جيدة وينبغى الترحيب بها وتشجيعها فى اتجاه عقد أكبر تحالف وطنى لإنجاز دستور عصرى يعقبه تحالف مماثل لمنع كل أنصار النظام القديم من الهيمنة على مجلسى الشعب والشورى المقبلين.

بالطبع بعض الخبثاء يقولون إن الإلحاح على عدم ترشيح أى إخوانى للرئاسة ليس هدفه رسالة الطمأنة بل شعور الإخوان أن الرئيس المقبل سيغوص فى وحل المشاكل والأزمات وسيحمل فوق كتفيه إرث نظام مبارك الثقيل وسيتحمل كل الأوزار وسيكون «لوحة التنشين التى سيصوب عليها الجميع نيران بنادقهم».

وبالتالى والكلام لنفس الخبثاء فإن الحنكة والكياسة والمنطق يجعل الإخوان يدخرون مرشحهم للانتخابات بعد المقبلة. وبالتالى يكونون قد ضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد. وبغض النظر عن مدى صحة هذا التحليل الخبيث فلا نملك إلا أن نحترم قرار الإخوان، وفى الوقت نفسه، ندعو للدكتور أبوالفتوح بالتوفيق، ونتمنى فى الوقت نفسه، ألا يتعرض التيار الذى كان يمثله داخل الجماعة للضمور.. لو حدث ذلك فإن مصر هى التى ستدفع الثمن وسيكون ثمنا فادحا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق