اخر الاخبار

13‏/04‏/2011

الطريق إلى «طرة» /محمد امين


ربما يكون من الأفضل الآن، للمخرج على عبدالخالق، أن يستعد لإخراج فيلم آخر بعنوان «الطريق إلى طرة»، بدلاً من «الضربة الجوية».. فالمصريون حالياً يكتبون
قصة جديدة بعد الثورة.. وكنت أنتظر أن يبادر كُتاب السيناريو والمخرجون لتقديم أعمال فنية تليق بالثورة العظيمة، التى أدهشت العالم.. ويبدو أنها لم تدهش فنانى مصر.. ولا أدرى هل ينتظرون تعليمات صفوت الشريف، أم ماذا ينتظرون؟
!
وهل ينتظرون حتى يكون هناك فيلم أمريكى عن الثورة، تنتجه هوليوود، بعد أن حركت ثورتنا الرائعة مشاعر أوباما نفسه.. أم ماذا ينتظرون؟.. وهل ينتج الفنانون المصريون «الضربة الجوية» يا إما بلاش؟.. ألا توحى الأحداث الحالية للفن المصرى بألف قصة؟.. لاسيما أن التشريفة فى سجن طرة لا تحتاج إلى جهد كبير.. أم لأن الفنانين المصريين ارتبطوا بعلاقات غامضة وملتبسة مع وزراء وكبراء عهد مبارك؟
!
أفهم أن المشهد اليومى، والتشريفات، التى تقام يومياً، لزعماء الفساد، كانت تستدعى إنتاجاً فنياً غزيراً.. وتستدعى أيضاً همة فنية، لتنام الكاميرات أمام مكتب النائب العام، وجهاز الكسب غير المشروع، لتسجل مشاهد سيأتى عليها يوم تكون لها ندرتها وقيمتها.. لماذا لم يلفت نظر المخرجين وكتاب السيناريو هذه المشاهد الحية؟.. هل يعيشون صدمة الثورة؟.. وهل كانوا يخرجون وينتجون للرئيس المخلوع فقط؟
!
هل نحن فى حاجة إلى جيل جديد من مخرجى الثورة، ليسجلوا ثورتهم فى السينما المصرية، إذا كان شيوخ الإخراج قد قرروا الخروج على المعاش المبكر؟.. أليس مشهد الشريف وهو يجرى ترحيله مشهداً يستحق التسجيل؟.. هل رأوه وهو يغطى نفسه بملاءة لف.. على طريقة «غطّينى وصوّتى يا لواحظ».. ألا يدعو مشهد واحد مخرجى عهد صفوت الشريف ومبارك ليحملوا كاميراتهم وينصبوا نصبتهم أمام مكتب النائب العام؟
!
لا أتصور أن السينما المصرية إما أن تُخرج «الضربة الجوية»، وإما أن تغلق أبوابها.. ولا أتصور أن تنتهى محاكمات بهذا الحجم دون توثيق فنى للتاريخ.. ولا أتصور أن ترحيل العادلى وزكريا عزمى والشريف وسرور لا يشغل بال أحد المخرجين الكبار.. هل أترحم على يوسف شاهين؟.. فلم يكن هذا المخرج العالمى يترك فرصة العسكرة فى ميدان التحرير، ليشارك فى الثورة من جهة، أو يقدم أعمالاً فنية من جهة أخرى! فيلم «الطريق إلى طرة» ينبغى أن يكون قد بدأ تصويره.. فالأحداث مثيرة والسيناريو مثير.. والأشخاص موجودون.. فقد سقط جميع رجال الرئيس.. صاحب الضربة الجوية.. وغداً سيسقط هو وعائلته، وسيدته الأولى.. فالثورة تطهر الوطن من الفاسدين.. لا أحد على رأسه ريشة.. كلهم قادمون بربطة المعلم.. مجلس الوزراء ومجلس الشعب ومجلس الشورى.. دولة المؤسسات الفاسدة فى السجن.. حكومة طرة.. وجمهورية طرة.. فى الطريق إلى طرة
!
سيأتون جميعاً فرداً فرداً.. وسنطاردهم جميعاً فى كل مكان.. «شبر شبر.. حارة حارة.. زنجة زنجة».. فلا النائب العام سيترك أحداً، ولا المجلس العسكرى سيترك أحداً.. كل قد حسم أمره فعلاً.. أما وزير الداخلية منصور عيسوى فقد أكد استعداده للتأمين اللازم.. لا فرق، فقد كانت «الداخلية» جاهزة من قبل لتأمين موكب الرئيس.. واليوم هى جاهزة أيضاً لتأمين موكبه إلى طرة.. حيث عنبر السيد الرئيس.. ولابد أن يأتى «جمال» بمزاجه أو غصباً عنه، كما قال وزير العدل عبدالعزيز الجندى
!
فلا تظلموا النائب العام.. ولا تظلموا المجلس العسكرى.. ولا تظلموا جهاز الكسب غير المشروع. النائب العام وطنى.. والمجلس العسكرى وطنى جداً.. وسيأتى يوم يكشف عن أوراقه السرية للغاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق