اخر الاخبار

23‏/02‏/2011

خير أجناد الأرض معتز عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah
مهم أن يكون فى سيرة ومسيرة أى مجتمع مجموعة أشخاص أو مؤسسات ينظر إليهم جموع المواطنين باحترام حتى لو اختلفنا معها فى موقف هنا أو قضية هناك. دعونا نقول مخلصين: اللهم لك الحمد والشكر على أن جعلت لهذا الوطن هؤلاء الرجال المخلصين من خير أجناد الأرض
.
لقد أخذت القوات المسلحة، كمؤسسة، هذه المكانة من زمن. ولكنها الآن تلعب دورا استثنائيا ورائعا. لقد تدخلت هذه المؤسسة لتجبر الرئيس السابق على التخلى عن السلطة (بالتلميح الحاسم الذى وصل لدرجة التصريح بإعلان انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشكل مستمر)، ثم تعطيل العمل بالدستور حتى لا يتخذه الرئيس السابق ذريعة للإدعاء بأنه لا يزال الرئيس الشرعى لمصر. هذا موقف يستحق التحية والتقدير منا لهم.
ولكن ليسمحوا لى أن أتناقش معهم بصوت عالٍ على مائدة الوطنية، لاسيما أننى خرجت بانطباع إيجابى للغاية من لقائهم على الهواء فى العاشرة مساء.
أتفهم أنهم هم لا يريدون أن يخطئوا خطأ قوات الاحتلال الأمريكية حين احتلت العراق بأن هدمت أركان الدولة كمثال معاصر، وإن كانت التجربة فى الفلبين وبيرو كانت أوضح بشدة.
ولى عدة أسئلة مباشرة أولها لماذا الإبقاء على بعض الوجوه القديمة فى الوزارة؟
لا يوجد عندى أى مشكلة شخصية تجاه السيدين أبوالغيط وممدوح مرعى مثلا. ولكن مصر العظيمة تستحق أن تكون واجهتها الخارجية أعظم العاملين فى الصرح الدبلوماسى الغنى بالأكفاء، وليس من كان فى موقعه بحكم الاعتياد. ولا أدرى كيف غاب عن المجلس الأعلى لخير أجناد الأرض ألا يضعوا خيرة أجناد الدبلوماسية المصرية فى مكانهم اللائق بهم.
السيد ممدوح مرعى وزير العدل كان العصا التى استخدمها النظام السابق لمعاقبة وربما إهانة قضاة الاستقلال بأساليب متنوعة ومنها إجبار الكثير منهم على الاستقالة أو الإعارة، ويا لها من خسارة، وفى مجملها تركت فى الحلق مرارة. من يهن القضاة، أو حتى بعضا منهم، لا ينبغى أن يكون على قمة العمل القضائى إلا إذا كان الهدف هو تذكير المصريين، قضاة وغير قضاة، بأن النظام السابق لم يمت وأن تصفية الحسابات لم تزل قائمة وأن مستقبل الوطن ستحكمه وجوه كنا نظن مخطئين أنها أرادت الحق فأخطأته، ولكننا الآن نعتقد موقنين أنهم أرادوا الباطل فأصابوه. وأنا أحترم فيهم أنهم رفضوا فكرة الخروج بالأوشحة سعيا لمطالب فئوية كغيرهم، ولكن لا بد من مراعاة أن تعيين كل وزير فى وزارته هو رسالة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة للعاملين فى الوزارة وللوطن كله.
ثالثا، ألا ترون أن الكثيرين من المرشحين للحكومة مترددون للانضواء تحت مظلة حكومة فقدت شرعيتها لأنها مرتبطة بالرئيس الذى عينها؟ لا يمكن أن تستمر مصر فى حالة السجال غير المطمئن بسبب الحرص على أشخاص يرتبطون بالماضى ولا يمثلون المستقبل.
إن تغيير الحكومة تماما وبكل أشخاصها فى أسرع وقت سيضمن لمصر انتقالا أسلسا للسلطة، وتدعيم الصورة الذهنية الرائعة بأن «الجيش والشعب فعلا يد واحدة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق