اخر الاخبار

03‏/02‏/2011

لا أمل مع هؤلاء /عماد الدين حسين

رأيت بعينى ولم يخبرنى أحد..
فى العاشرة من صباح أمس الأربعاء كنت قادما من ميدان عابدين مخترقا ميدان التحرير للتوجه إلى المهندسين حيث مقر جريدة «الشروق
».

لم تكن هناك «تاكسيات» فى وسط البلد، ولذلك سرت على قدمىّ حتى وصلت مطلع كوبرى أكتوبر المواجه للتليفزيون
.

كانت هناك مظاهرة مؤيدة لحسنى مبارك أمام التليفزيون ــ اقسم بالله ــ ان عددها لا يزيد عن 300 شخص.. وفجأة رأيت سيارة تويوتا بيضاء نصف نقل تتوقف على الكوبرى وينزل منها حوالى 15 شخصا.. انتظموا فى صفوف.. وتلقوا تعليمات من شخص كان موجودا فى كابينة السيارة، ثم أخرجوا لافتات مطوية و«فردوها» وبدأوا الهتاف لمبارك
.

وجوههم مكفهرة.. لا يبدو عليهم انهم يعرفون ما يهتفون لأجله.. اقتربت منهم.. محاولا سؤالهم عن موقفهم.. ولماذا يؤيدون مبارك.. نظروا إلى نظرات انخلع لها قلبى.. فقررت إيثار السلامة والابتعاد عنهم
.

شخص كان يقف بجوارى قال لى إن هناك أشخاصا عرضوا عليه أن يشترك فى المظاهرة مقابل خمسين جنيها ونصف فرخة، لكنه رفض
.

لن أستطيع ولا ينبغى على أن أحكم على نوايا وضمائر هؤلاء المتظاهرين. وهل هم يعبرون عن آرائهم فعلا أم أنهم مأجورون؟
!.

إذا كنت وغيرى نلوم نظام مبارك أنه يقمع فعلا حرية التعبير، فالمفترض أن ندافع عن حق كل شخص فى التعبير عن نفسه، حتى لو كان يخالف ما نؤمن به.. تلك هى القاعدة الذهبية، وإلا تحولنا نحن الذين نطالب بالحرية إلى جلادين ومستبدين صغار آخرين
.

الذى حدث بالأمس فى شوارع القاهرة بعد خطاب مبارك ليلة الثلاثاء يقول إنه لسوء الحظ أن مبارك وأركان حكمه لم تصلهم أى رسالة ولم يستوعبوا درس الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ تسعة أيام. لأنهم لو فعلوا ما كانوا
.

جمعوا وحشدوا متظاهرين بالقوة وعلى عجل، فالمعنى هؤلاء لم يستوعبوا درس الحزب المحترق على كورنيش النيل
.

عندما يتم الإعلان عن أن أهل الحكم بصدد التفاوض مع ما يسمى بائتلاف أحزاب المعارضة الكرتونية، وهى أحزاب لا يعرف أسماؤها حتى أصحابها.. فالرسالة واضحة أن الذهنية لم تتغير ولا أمل يرجى منها، وبالتالى لا يمكن الوثوق فى أى كلمة أو وعد بالإصلاح
.

العقلية التى فكرت فى حشد متظارهرين بالأمر أو القوة أو الابتزاز والنفود والفراخ، أو استدعاء أحزاب ميتة من قلب «لجنة أحزاب الحزب الوطنى» تشير إلى أن مصر مقبلة على كارثة
.

هناك شعب يغلى، وهناك شهداء قدموا حياتهم قربانا لتحرير الوطن، وهناك شباب من جميع الأطياف السياسية والاجتماعية يهتف ويعتصم مطالبا بحقه فى الحرية والحياة الكريمة.. وفى المقابل لا نجد إلا سلسلة متواصلة من اللف والدوران والتحايل والمناورات ومحاولة شراء الوقت بأى ثمن حتى لو كان مستقبل الوطن
.

قبل خطاب مبارك كنا نعتقد أن مصر على مرمى حجر من الحرية وبعد الخطاب وما شهدناه بالأمس، نسأل الله أن ينجينا من شر كارثة تلوح فى الأفق
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق