اخر الاخبار

16‏/01‏/2012

يعجبني ولا يعجبني بقلم: الدكتور فؤاد اسكندر

أما وقد قاربت ثورة 25 يناير استكمال عام كامل من عمرها، فقد وجدت نفسي - بعد أن تمرغت في تراب مصر الحبيبة لحوالي تسعة عقود - إستعرض الأحداث التي عشناها لحوالي عام كامل.. الحلو منها ينحصر في الشباب المصري الذي قام بالثورة في أيامها الأولى.. ثم توالت الأحداث!!
عن المسيرة الشبابية:
< أعجبني الشباب النقي المثقف الذي فجر ثورة 25 يناير.. ثورة سلمية من منطلق مصري خالص.. ودماء طاهرة أريقت في أجل مصر، ولكن لا يعجبني الذين احتشدوا بعد الأيام الأولى فكانوا الشرارة الأولى في سلسلة من الفوضى.. والجرائم.. والحرائق.. والسلب والنهب.. يتلقون التعليمات بواسطة عدد من راكبي الدراجات البخارية.. وتم عزلهم عن مسار الثورة التي أشعلوها.. وتحولت الثورة من «مصرية حصرياً» إلى «كل المتناقضات حصرياً»!!
< أعجبني شباب الثورة الحقيقيون في محاولاتهم الاعلامية والسياسية المحدودة.. ولم يعجبني حضرات مدعي الزعامة في ترك هذا الشباب يتوه في دوامة السياسة.. وما أدراك ما دوامة السياسة..!! ثقتي في الشباب لا حدود لها.. وسنراهم - رغم أنف الجميع - يتولون مسئولية المستقبل.. بكل نجاح..!!< أعجبني قرر الدكتور كمال الجنزوري - رئيس حكومة الانقاذ - بإنشاء هيئة بذاتها لتعويض أسر الشهداء الأبرار والمصابين بصفة عاجلة..، ولكن لم يعجبني بعض الأفراد الذين أعربوا عن نفاذ الصبر.. وهم يعلمون أن الاجراء يتطلب تفاصيل متعددة ضماناً للصدق والأمانة وصرف المستحقات.. والمهلة مجرد أيام..!!
عن المسيرة السياسية الكلية:
< أعجبني المجلس الأعلى للقوات المسلحة في حماية الثورة عند بدايتها، ولكن لم يعجبني السماح لذوي الهوي والأغراض الدفينة أن يندسوا بوصفهم مستشارين للمجلس.. فكانوا بمثابة «مستشاري السوء»..!! وتوالت الأحداث التي مازلنا نعاني منها كثيراً!!
< أعجبني التصميم القاطع من المجلس الأعلى على تسليم زمام الأمور الى سلطة مدنية ديمقراطية.. تضمن الحريات وعدم التمييز والعدالة الاجتماعية، ولكن لم تعجبني خريطة الطريق التي توصلوا اليها بحجة الانهاء السريع «؟!!» للفترة الانتقالية.. ترتيب غير دستوري للأحداث.. وغير منطقي.. ولا يتناسب مع مفاهيم وأهداف اصحاب الثورة الحقيقيين!! مازال في استطاعتنا تدارك الأخطاء!!
< أعجبني تحرك وتنظيم الأحزاب الدينية وقياداتها ليتبوءوا مقعد القيادة، ولكن لم يعجبني بعض الأساليب التي استخدموها ومنها.. التهديد.. والتكفير.. والاستبعاد.. والتمييز.. والانفاق السخي.. ثم الفوضى في الدعاية الانتخابية.. وفي مقار اللجان الانتخابية.. ولجان الفرز!! مصر لا تحتاج الي استبدال الحزب الوطني المنحل.. بمثل هذه التنظيمات ذات النعرة الديكتاتورية..!! وإلا فإن الامر يكون قد اقتصر على تطبيق «المبدأ الكروي»: «شالوا ألدو.. حطوا شاهين»..!!
< أعجبني تصريحات فضيلة المرشد العام للاخوان المسلمين منذ حوالي اسبوعين عن المواطنة والديمقراطية وعدم التمييز.. ولكن سرعان ما تغير الموقف بعد تصريحاته التالية عن دولة الخلافة والتميز العالمي.. نوايا لا أود أن أصفها.. بل ولا أفكر فيها..!!
< أعجبني الترحاب الشعبي لكل من مهاتير محمد الماليزي.. وطيب أردوغان التركي.. وهما بالفعل مثلان يحتذي بهما لصالح شعبيهما فاستحقا منا الترحيب والهتاف والتكريم.. ولكن لم يعجبني توجيهات بعض «القيادات الحزبية» - عندما أفصح الزعيمان عن منهجهما في العولمة والعلمانية لتوديع الزعيمين وعلى الأخص الرئيس التركي الشجاع - باللولوة والتكفير والاستهزاء!! هل يمكن أن نقول أو.. أن نناقش - على الأقل - فلسفة أن «الدين للديان.. والسياسة للانسان»..؟!!
عن المسيرة السياسية المؤسسية:
< أعجبني شجاعة الدكتور كمال الجنزوري في قبول أعباء «الانقاذ الوطني».. في ظل ظروف انفلات أمني.. ونكسة اقتصادية.. عشناها على مدى عشرة شهور، ولكن لم يعجبني من حرضوا - نعم أقول من حرضوا - على الوقوف ضد الرجل قبل أن يبدأ العمل.. لمجرد الرفض.. والعكننة!! وأعود فأقول - وقد مضى على وزارته أقل من شهر - لقد خاب ظن الموكوسين.. فقد أثبت الرجل أن لديه القرارات الفورية والتحركات الواعية.. أمنيا واقتصاديا وسياسيا..!! وأقول لمن لم يعجبني موقفهم من الرجل.. «موتوا بغيظكم.. ولتحيا مصر..!!»
< أعجبني منصور حسن - ابن مصر البار - رئيس المجلس الاستشاري في تناوله الاعلامي وغير الاعلامي للأمور التي من أجلها شكل المجلس كهيئة استشارية للمجلس الأعلى.. في التوقيت المناسب - مع الاعتذار عن التأخير..!! ولكن لم يعجبني استقالة البعض من المجلس - حتى ولو بحثوا عن عذر - فإن ذلك كان هروباً من مسئوليات جسيمة كان عليهم مواجهتها في هذا التوقيت بالذات!! ماذا استفدتم؟! أنتم الخاسرون الوحيدون!! ومازلت أطالب بضم أعضاء جدد الى المجلس الاستشاري - من ذوي الفكر والقدرة - مع اضافة «10» من شباب الثورة الاصليين بصفة «مراقبين» حتى يتمرسوا على اداء مسئولياتهم المستقبلية!! نداء أخير.. الى المجلس الأعلى.. وإلى رئيس المجلس الاستشاري..!!
< وبالمناسبة أعجبني في وزارة الدكتور الجنزوري الاداء الفعلي لوزراء بذاتهم.. أهنئ رئيس مجلس الوزراء على اختيارهم.. أذكر  منهم على سبيل المثال وليس الحصر: (1) فايزة أبو النجا.. «مهندسة التعاون الدولي» و«المتحدثة اللبقة» عن انجازات مجلس الوزراء..، (2) د. محمود عيسى «كبير اسطوات الصناعة» و«ذو القرارات المؤثرة والمطلوبة»..، (3) اللواء محمد ابراهيم «صاحب اسطورة عودة الأمن».. أين كنت يا رجل؟!.. (4) منير فخري عبد النور «الوزير الذي يعتمد نجاحه على وزراء آخرين في مقدمتهم وزير الداخلية».. ولكنه حتي الآن أثبت قدرة ورؤية ونجاحات..!! ثم أقول لعدد من الوزراء، بعيداً عن عدم الاعجاب،.. (1) د. محمد رضا اسماعيل «ابن الزراعة».. رؤيتك وأفكارك متميزة.. مطلوب الاسراع في التنفيذ..، «2» د. ممتاز  مطلوب سرعة المواءمة بين السياستين النقدية والمالية..، 03) د. فتحي البرادعي «وزير الانجازات في المحافظات» مطلوب السرعة والاستخدام الكلي للامكانات المتوافرة..، (4) د. جودة عبد الخالق «الكادر الكبير في عالم العدالة الاجتماعية».. مطلوب تحركات.. بكل القوة والحسم والعدل..!! وهنا أشير الى أن الباقين من الوزراء مازالت المتابعة مستمرة.. ولنا عودة..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق