اخر الاخبار

27‏/01‏/2012

دلالة ما حدث فى الضبعة

الكارثة التى حدثت فى منطقة الضبعة.. ألا تستدعى تحقيقا معمقا؟!.

إلى أى هاوية انحدرنا.. وإلى أى هاوية نحن سائرون إذا استمر الأداء العاجز لأهل الحكم بنفس الوتيرة التى نشاهدها الآن؟.

لمن لا يعرف فإن المنشآت المخصصة للمفاعل النووى المقترح تعرضت لهجمات متنوعة من قبل مواطنين فى المنطقة وتم تدمير معظم المنشآت، والنتيجة أن هناك خسائر تصل الى مليار جنيه طبقا لتقديرات حكومية غير مؤكدة.

الكارثة الأكبر أن هناك مواد مشعة تمت سرقتها، وأجهزة تم تدميرها، وهناك احتمالات بآثار بيئية خطيرة، والأخطر اننا رأينا ــ أثناء الاقتحام ــ جنودا ينسحبون وكأنهم فى معركة حربية، وسمعنا عن أسلحة ليست عادية وشاهدنا مصابين كثيرين غالبيتهم من الجنود، ثم رأينا لجانا مشكلة من المواطنين احتلت المكان وبدأت تبنى فيه بيوتا، بل وأعلنت عن توزيع الأرض على الفقراء، وقررت أنها لن تتنازل عن المكان مهما كانت الظروف.الرسالة التى يمكن لأى عاقل أن يستخلصها هى أن الدولة انهارت فى هذه المنطقة بصورة كلية.

الروايات والشائعات المتناثرة هنا وهناك كثيرة ولا نعرف هل هى صحيحة أم ملفقة؟، من قبيل أن بعض الذين اقتحموا المكان غرباء غير معروفين لأهالى المنطقة.

وهناك رواية أخرى غير مؤكدة تقول إن المقتحمين يتبعون رجل الأعمال إبراهيم كامل الذى حاول بكل الطرق تعطيل المشروع النووى، لكنه فشل.

الأهالى يقولون إنهم لم يحصلوا على تعويضات نظير الاستيلاء على أراضيهم، وأحيانا يقولون إن التعويضات كانت قليلة، والحكومة ترد بأنها قدمت التعويضات، وبعد الاقتحام أعلنت أنها ستعيد تقديم التعويضات بالأسعار الحالية.



ما هى الحقيقة، وكيف تركنا الأمور تصل إلى هذا المنحدر؟!.



ليس خافيا أن أهالى المنطقة اعتصموا طويلا أمام المنطقة المخصصة للمفاعل، للمطالبة بتعويضات يرون أنها عادلة، وظلت الحكومة «ودن من طين وأخرى من عجين»، حتى وقعت الكارثة.



البلد بأكمله فى حالة انفلات شامل، والطبيعى أن السلطات كان يفترض أن تتوقع السيناريو الذى حدث، خصوصا أن هناك أطماعا كبرى لكثيرين فى هذه المنطقة وفى مقدمتهم الساعون إلى تحويلها لمنطقة سياحية، بل وأن يكون هناك دور لأى جهة لا تحب لمصر أن تمتلك القدرة النووية حتى لو كانت سلمية.



نحن هنا لا نتحدث عن جدوى المفاعلات النووية وهل هى آمنة ومفيدة أم لا، بل نتحدث عن انهيار دور الدولة، لأن ما حدث فى الضبعة قد يحدث فى مشروعات قومية كثيرة يعتقد بعض العاملين فيها أنهم مظلومون.



علينا أن نسأل الحكومة: لماذا فشلتم فى حل المشكلة سلميا من البداية، وكيف فشلتم فى حماية الموقع بعدها، ولماذا لم تخبرونا عن حقيقة ما حدث، وما هى المواد المفقودة؟ ثم الأهم من ذلك: كيف ستعودون للموقع مرة ثانية، وتقنعون أهالى المنطقة بأن ما حدث كارثة، يسىء إليهم وإلى كل مصر ومستقبلها؟!.



القضية لا تتعلق بالضبعة فقط بل بالمعنى الرمزى لما حدث. إن لم يكن هناك تصور متكامل لمعالجة كل المشاكل من أول ما حدث فى جريدة الأهرام إلى الضبعة فإن الرسالة التى ستصل للجميع هى أن على كل شخص أن يحصل على ما يعتقد أنه حقه بيده وليس بالحوار.



عندما يقتحم مجموعة من الصحفيين فى أكبر صحيفة فى مصر مكتب رئيس تحريرهم ويحاولون تغيير قرارات بالقوة بغض النظر عن طبيعة الأزمة فلماذا نلوم أهالى الضبعة لأنهم حاولوا الحصول على ما يعتقدون أنه حقهم؟.



وأخيرا إذا كان هناك دور مفترض لإبراهيم كامل فمن الذى يحميه فى مصر؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق