اخر الاخبار

19‏/02‏/2012

بس ماتقولش توافقى بقلم وائل قنديل

يبدو أن طرح اسم نبيل العربى فى بورصة انتخابات الرئاسة بهذه الطريقة أقرب لعملية حرق له، قبل أن يفكر مجرد التفكير فى مسألة ترشيح نفسه.
ويدرك الذين يقفون خلف هذه التسريبة أن كلمة «توافقى» سيكون لها آثار مدمرة على اسم من ترتبط به، وعليه فإننا أمام عملية قطع طريق محكمة تمارسها الأطراف ذات الصلة بهذا الطرح العجيب.
وفى حدود معلوماتى المتواضعة فإن نبيل العربى لم يكن طرفا فى كل هذا اللغط المثار حول اسمه، ولم يفكر فى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، ما يجعل تفجير لغم «التوافقى» تحت قدميه أشبه بذلك النوع من الضربات الاستباقية الإجهاضية، التى تنفذها جهات بعينها، فى إطار سعيها الدءوب لترتيب ملفاتها، ووضع الخرائط السياسية بمقياس رسم يخصها وحدها.والثابت عندى أن اسم نبيل العربى فرض نفسه على بعض المهتمين بالمستقبل السياسى، بعد أن أخذ سباق الرئاسة منحى ابتذاليا فى بعض جوانبه، ورأينا بعض من قامت الثورة ضدهم يمتطون أحصنة النضال، ويقدمون أنفسهم وكأنهم فرسان تغيير لا يشق لهم غبار، غير أن نبيل العربى كان بعيدا تماما عن كل هذه المناقشات والأفكار، ولم يسع يوما لطرح اسمه، تصريحا أو تلميحا.
وقد كتبت فى هذا المكان أمس أن «العربى» يمتلك من المميزات والتاريخ الشخصى ما يؤهله لأن يكون مرشحا حقيقيا وجديرا بالحماس له، وسط هذا الزحام من المرشحين الذى يعد بعضهم امتدادا طبيعيا لنظام حسنى مبارك وعهده البائس.

لكن نعته بـ«التوافقى» يفقده الكثير من مواصفات الرئيس الذى تحتاجه مصر بعد الثورة، يضعه فى موقف لا يليق به ولا باسمه، حيث تبادرت إلى الأذهان على الفور حكايات «الصفقة» بما يحيله إلى «رئيس معين» وليس منتخبا بإرادة شعبية حرة، وفقا لقانون انتخاب طبيعى.



ولاحظ ردود الأفعال على هذه «التسريبة» الجهنمية ستجد أشياء أقرب إلى الكوميديا السياسية، منها على سبيل المثال أن ذلك المختال بأنه استأذن المشير قبل اتخاذ قرار ترشحه، يرتدى مسوح المناضل المعجون فى تراب نضال الحركة الوطنية المصرية، ويعطى دروسا فى قواعد اللعبة الديمقراطية، وهو الذى لم يعرف فى حياته سوى دور الموظف المطيع المنفذ للأوامر، يضعونه فى ذلك المكان فلا ينطق أو يسأل، وينقلونه إلى ذلك فلا يمانع أو يبدى تبرما.



وعليه، لو كان نبيل العربى يفكر فى خوض غمار معركة انتخابات الرئاسة، فإننى أدعوه لأن يطرح نفسه من الميدان، ويعرض الأمر على الشارع المصرى، وقبل ذلك لا يكتفى بالصمت أمام استخدام اسمه على هذا النحو، الذى يجعله عرضة للتطاول وإدعاء البطولة من أشخاص هم إلى الدجل أقرب منه إلى الجدل السياسى المحترم. ويبقى أن أحدهم أعلن صراحة قبل أربع وعشرين ساعة من ظهور اسم نبيل العربى، أنه يشرفه أن يكون مرشحا توافقيا للرئاسة، ثم صار بعدها محاربا ضد «التوافقية»!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق