اخر الاخبار

17‏/02‏/2012

التعليم المفتوح بجامعة القاهرة بقلم د. حسن نافعة

«السيد/

بعد اطلاعى على مقالكم المنشور يوم ٣٠ يناير ٢٠١٢ بجريدة «المصرى اليوم».. يؤسفنى أن تصف التعليم المفتوح بالكارثة، وفى هذا إيماء وإيحاء لتقود القارئين إلى فشل هذا النوع من التعليم، حيث إن فى هذا افتراء شديداً.. ولأننى كنت يوماً من الأيام طالباً بالتعليم المفتوح بجامعة القاهرة أستطيع أن أرد على سيادتك بأن استكمالى لتعليمى التجارى بجامعة القاهرة بنظام التعليم المفتوح قد أفادنى كثيراً، وتعلمت ما لم أكن أعلم، حيث إننى كنت عاملاً بسيطاً قبل الحصول على الشهادة الجامعية بالشركة التى أعمل بها..
واليوم، وبعد حصولى على الشهادة واستكمالى لشهادة الماجستير المهنى (MBA) ومعادلتى للشهادة بالمجلس الأعلى للجامعات لاستكمال رسالة الدكتوراة المهنية، وعملى واجتهادى لكى أتولى منصباً قيادياً فى الشركة التى أعمل بها، كلها تجعلنى أختلف معك تماماً فيما سردته فى مقالك، حيث إن التعميم الخاطئ يعتبر جريمة إنسانية، ممكن أن يقترفها الإنسان فى حقه وفى حق الآخرين، حيث إنه ليس كل من دخل فى التعليم المفتوح فاشلاً وليس كل نظام للتعليم المفتوح فاشلاً أيضاً.

إننى أعتبر مقالك بمثابة إهانة للتعليم المفتوح وإهانة لكل من يحمل هذه الشهادة، فلو أن سيادتكم تشعرون بأن الفرصة المتاحة أمام أبناء الوطن سوف تجعل كثيراً منهم يزاحم حملة الدكتوراة بطرق ـ من وجهة نظركم ـ سهلة، أستطيع أن أقول إن لنا أيضاً طموحات كبيرة من الممكن أنها قد اصطدمت فى يوم من الأيام بضيق ذات اليد، كما هو حال معظم الأسر المصرية، ولكن عندما يفتح الله على الناس فيجب على الناس أن يساعدوا من فتح الله عليهم بسم الله الرحمن الرحيم (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) صدق الله العظيم.

سامحنى سيدى الفاضل... إننى أرد على سيادتكم، نظراً للإيحاءات الكثيرة التى وجدتها فى مقالك، ولست أدرى أهى من المهنية فى شىء أم لا، حيث إننى لست صحفياً ولم أكن حاصلاً على الإعلام لأحكم على مقالك من وجهة النظر المهنية... فعندما تقول سيادتكم (غير أننى فضلت نشر الرسالة كما هى.. ولم أتدخل فيها إلا بالقدر اللازم لتصحيح أخطاء إملائية ولغوية فاضحة) أليس فى هذا إيحاء بأن طلبة التعليم المفتوح لا يجيدون القراءة والكتابة؟ أعتقد أن هذا لا يرضى الله عز وجل، فها أنا طالب أمامك من خريجى التعليم المفتوح وأجهز للدكتوراة المهنية وأقول لسيادتك إننى تعلمت كثيراً من التعليم المفتوح، وإننى أجيد الإنجليزية أيضاً وأُعتبر من العاملين المميزين بالشركة التى أعمل بها والحمد لله، وهذا من فضل ربى.

سيدى الفاضل إن لكم قلماً نحترمه ونجلّه، وأنا من قارئيك والمتابعين لمقالاتك وأستشعر أنك رجل صادق، والله لا أنافقك، ويحاسبنى الله على كلامى، ولكننى أختلف معك فى موضوع التعليم المفتوح، لأننى من الذين استفادوا منه كثيراً، ولله الحمد تغير حالى وأصبح لدىَّ شقة (تمليك) وسيارة، والحمد لله كرمنى الله بمنة وفضل من لدنه، لأننى اجتهدت وذاكرت وتعبت، واليوم يكافئنى الله بالمركز والمال، لأننى توكلت عليه وحصلت على الشهادة الجامعية وعلى الدراسات العليا... مرة أخرى، أتمنى أن تقوم بنشر هذا المقال، وصدقنى لن تجد فيه أخطاء إملائية ولن تحتاج المجهود الكبير لكى تجعله مستساغاً للقارئ».

عبدالله محمود

أود أن ألفت نظر صاحب هذه الرسالة إلى ما يلى: ١

- أن ما نشرته من قبل، وما يعلق عليه اليوم، كان نص رسالة كتبتها طالبة مسجلة بالتعليم المفتوح بجامعة عين شمس، وما ورد فيها من انتقادات جاء على لسانها هى ومن واقع خبرتها الشخصية المباشرة. ولأن ما ذكرته فى هذه الرسالة كان خطيراً ويوضح إلى أى مدى وصل التدهور فى هذا المستوى من التعليم، فقد كان من الطبيعى أن أتوقف عنده وأن أعلق عليه.

٢- كنت شديد الحرص على أن أوضح، فى تعقيبى على هذه الرسالة، أننى لست ضد فكرة التعليم المفتوح من حيث المبدأ، وأؤيد بشدة إتاحة أوسع فرصة ممكنة لكل الراغبين فى الاستزادة من التعليم بأى وسيلة ممكنة، وفى الحصول على شهادة جامعية، شريطة أن يكون المستويان العلمى والمهنى للحاملين لأى شهادة جامعية متطابقين مع معايير ومقاييس علمية مهنية عامة ومتعارف عليها، وألا يتحول التعليم المفتوح إلى وسيلة لبيع شهادات جامعية معتمدة لمن يستطيع أن يدفع الثمن، وهو أمر قد تكون له عواقب سلبية شديدة الخطورة ومتعددة الأبعاد.

 ٣- تدهور مستوى التعليم، عموما، والتعليم المفتوح بوجه خاص، لا يحول دون بروز عناصر متميزة ومجتهدة، قد تكون أنت من بينهم، تعتمد على كفاءتهم ومواهبهم واستعداداتهم الشخصية بصرف النظر عن مستوى جودة التعليم الذى تتلقاه، سواء كان مفتوحا أو غير مفتوح.

٤- نشرت رسالتك كما هى ودون أى تدخل من جانبى، بناء على طلبك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق