اخر الاخبار

26‏/08‏/2011

دماء الشهداء والاختبار الصعب بقلم عمر حساني

تتأجج فى صدور كل المصريين نيران تكفى لإحراق الأرض وما عليها، غضبا وكمدا وحزنا على شهدائنا الخمسة، الذين اغتالتهم أيدى الغدر الصهيونية وهم يحرسون حدودنا الشرقية، أراقوا دماءهم الطاهرة فى عملية خسيسة، حقيرة، يرفضون حتى الاعتذار عنها، هذا «الاعتذار» الذى لا يمكن أن نقبله، فدماء شهدائنا غالية، لن نفرط فيها ولن نرضى إلا برد حقوقهم كاملة، فمصر الآن استردت عافيتها بعد ٢٥ يناير، وتخلصت من الذين فرطوا كثيرا فى شرف الوطن.
مصر الحقيقية تضع كل ثقتها فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولا تزايد على وطنية رجاله، وهم الآن فى اختبار أشد صعوبة من الاختبار الذى واجهوه فى «يناير»، وانتهى بنجاحهم بتفوق، حين انحازوا إلى الثورة وحموا الثوار، عليهم أن يلقنوا إسرائيل درسا قاسيا – كما عهدنا بهم – عليهم أن يثبتوا لكل مشكك أن دماء المصريين غالية، لا تطرح على طاولة للتفاوض عليها، عليهم أن يؤدوا رسالتهم فى حماية الأرض والعرض، وأن يستخدموا كل الأسلحة الدبلوماسية الحاسمة، فلا حاجة لنا إلى «علاقة» مع كيان أياديه ملطخة بالدماء، كيان بنى وجوده على رفات العرب والمصريين.
اطردوا سفيرهم وبعثتهم الدبلوماسية، اعلنوا أن كل معاهداتنا واتفاقاتنا معهم مجمدة، حتى يعترفوا بجريمتهم ويقدموا القتلة إلى تحقيق عادل، تكون مصر طرفا أصيلا فيه، ولن يخذلكم المصريون إذا كان لكم اختيار أشد عنفا مما يمكن أن تصل إليه عقولنا، فكلنا جنود مصر، نموت حبا لها، فأرضها خصبة طيبة تنبت دائما رجالا أوفياء.

شهداؤنا «أحمد وطه وأسامة وحسن» حين حملوا شرف رسالتهم، عاهدوا الله والوطن أن يبذلوا أرواحهم دفاعا عن مصر على الأرض وفى الجو والبحر، لكنهم قتلوا غدرا وخسة وخيانة، دماؤهم الطاهرة دين فى أعناقنا، هم أبناء لكل أم وأب، هم أحفاد كل جد، إخوتى وإخوة كل شاب، ثأرهم ثأرنا ولن نفرط فيه.

مشهد دماء الشهداء وهى تغطى ملابسهم فى عقولنا وأمام أبصارنا لا يغيب لحظة واحدة، ومصر غاضبة، تغلى صدورها، تقف على أطراف أصابعها، تنتظر قراراً يخمد هذا الجحيم، تنتظر إشارة من «المجلس العسكرى» كى تندفع كالطوفان تلبى النداء دون لحظة تردد أو تفكير.

مصر لم ترسل خيرة شبابها إلى الحدود كى يحصلوا على معاش شهيد أو لتطلق أسماءهم على مبنى، ولا لتقام لهم حفلات التكريم، مصر أنجبتنا لنبنى مجدها ونحافظ على رايتها شامخة، يسلمها جيل إلى جيل، الاختبار صعب وشديد، لكننا واثقون من نجاحكم فيه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق