اخر الاخبار

12‏/08‏/2011

صفع الثورة بعد حمايتهابقلم: وائل قنديل

بقلم: وائل قنديل
wael kandil new
نعيش الآن مرحلة محاولة فرض التطبيع الإجبارى مع كل ما ينتمى إلى ما قبل 25 يناير، تطبيع بالوجوه، وتطبيع بالسياسات، تطبيع بالكلام وتطبيع بالصمت.
فى التطبيع بالوجوه والكلام أفاض كثيرون فى الحديث عن «غزوة التوك شو» التى تحمل رجال نظام مبارك على ظهور الفضائيات إلى داخل البيوت منذ بداية رمضان، حتى أن الممثل «الكثير» طلعت زكريا حقق رقما قياسيا فى عدد مرات الاستضافة حتى الآن، ومعه الصحفى «التعبيرى» أسامة سرايا، وسرب من كتبة وإعلاميى وسياس مبارك الأب والابن والأم، فضلا عن الملحن عمرو مصطفى، الذى أثبت بالدليل القاطع أن كل وزراء التربية والتعليم الذين تولوا المسئولية فى عهده يجب أن يخضعوا فورا للمحاكمة بتهمة إنتاج أجيال ماركة «عمرو مصطفى».
أما عن التطبيع بالصمت فحدث ولا حرج عن السكوت «الوديع» الذى يعترى رئيس وزراء حكومة ثورة الكرامة الإنسانية حتى الآن على صفعة رجل أعمال مبارك والعائلة محمد فريد خميس لمواطن اشتكى من ظلم واقع عليه فى حضور وتشريف الدكتور عصام شرف.

لقد صفع خميس المواطن على وجهه وشتم أمه وسب دينه وفقا للمحضر الذى حرره المجنى عليه أمام شرطة العاشر من رمضان، ولم نسمع حتى تاريخه عن رد فعل من الدكتور شرف، بل إن الرجل بعد هذا العدوان المشين أكمل رحلته بشكل عادى واجتمع مع خميس ورفقائه فى البيزنس، واستمع إلى طلباتهم وخرج يتحدث عن تسهيلات للمستثمرين ورجال الأعمال.

أفهم أن يهتم رئيس الحكومة بعجلة الإنتاج ويدفع بها إلى الأمام، إلى الأمام، كيفما يرى، ولكن عندما تدهس هذه العجلة كرامة مواطن، وتلتهم حقوق عامل، فبئس الإنتاج وما أتعس العجلة ودافعها، وأظن أن تكوين عصام شرف وحسه الإنسانى المرهف لا يتناسبان أبدا مع صمته ــ حتى كتابة هذه السطور إلا إذا كنا فى حصة تطبيع إجبارى أخرى مع ممارسات رجال أعمال نظام مبارك، ومطلوب منا أن ندللهم ونطأطئ الرءوس لهم بحجة لا صوت يعلو فوق صوت عجلة الإنتاج.

إن هناك إلحاحا إعلاميا عجيبا على أن ميدان التحرير كان العقبة الوحيدة فى طريق دوران عجلة الإنتاج وانتعاش البورصة واخضرارها، واستعادة مصر لريادتها، من ثم شنوا هجوما بريا كاسحا عليه لتحرير أرضه وتطهيره من بقايا الثوار وفلول أسر الشهداء والمعتصمين، وانتهى الأمر إلى صورة كاريكاتورية للغاية دفعت البعض للتندر على كثافة الوجود المدنى المزمن فى الميدان بأن الذين فضوا الاعتصام بالقوة من أفراد الشرطة العسكرية والشرطة المدنية أعجبهم طيب الإقامة فى التحرير وقرروا الاعتصام فيه.

ولم نسمع أن البورصة استردت عافيتها، أو أن عجلة الإنتاج دارت بالسرعة القصوى، وأن قوافل السياحة الخارجية تدفقت على مصر بعد استعادة السيادة على أرض التحرير، بل أن عاملين فى مجال السياحة أكدوا لى أن مشاهد الاقتحام العنيف للميدان وإخلائه بالقوة أدت إلى رفع شركات أوروبية لمصر من على قوائم رحلاتها لمدة شهرين مقبلين.

ويبدو والله أعلم أن البعض اعتبر أن اليوم المتمم لشهر شعبان كان تاريخ إعلان تحقيق الانتصار على الثورة المصرية، ومن ثم عادت قرود نظام مبارك تلهو بسلاسلها مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق