اخر الاخبار

16‏/08‏/2011

الكتلة المصرية بقلم: عمرو حمزاوي

بقلم: عمرو حمزاوي
amr hamzawy new
هدف التحالف الانتخابى الذى أعلنته بالأمس مجموعة من الأحزاب والقوى الليبرالية واليسارية والوسطية، وهدف الكتلة، هو المشاركة فى الانتخابات بقائمة موحدة والمنافسة بقوة ونزاهة على مقاعد مجلسى الشعب والشورى. وبصراحة تامة، أؤكد أن الكتلة الوطنية ليست موجهة ضد أحزاب وقوى أخرى ولا تأتى كرد على التحالف الديمقراطى من أجل مصر الذى يتزعمه حزب العدالة والحرية. فالطبيعى قبل الانتخابات وفى مشهد سياسى كالمشهد المصرى به الكثير من الأحزاب والقوى ذات القواسم المشتركة والموارد المحدودة أن تتكتل الأحزاب والقوى هذه لرفع قدرتها التنافسية وللحيلولة دون تفتيت أصوات ناخبيها المحتملين. الطبيعى أيضا، وفى هذا ضمان حقيقى لحرية المواطنات والمواطنين فى الاختيار، أن نكون مع أكثر من تحالف وأكثر من كتلة وأن يجتهد الجميع لطرح رؤاهم على المصريين دون صناعة للاستقطاب أو استعداء للآخرين.تضم الكتلة المصرية أحزابا ليبرالية ويسارية ووسطية، وهو ما يعنى أن البرامج الانتخابية لأحزاب الكتلة تتمايز حول الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن الكتلة دوما ما ستتحدث بأصوات مختلفة. إلا أن أحزاب الكتلة يجمعها الكثير من القواسم المشتركة شديدة الأهمية لمصر فى مرحلة التحول الديمقراطى أبرزها الالتزام بمدنية الدولة والمساواة الكاملة بين جميع المواطنات والمواطنين وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية واحترام التعددية وتطهير مؤسسات الدولة المصرية وإعادة بنائها فى إطار إخضاعها للرقابة القانونية. لا تدعى الكتلة أنها تحتكر هدف الدولة المدنية لأحزابها وقواها ولا تريد أن تصنع استقطابا فى الحياة السياسية على أساس الصراع بين دعاة الدولة المدنية والدولة الدينية أو بين الأحزاب المدنية والإسلامية. ليس هذا هو هدف الكتلة ولن يقدر لمن يتبنى رؤية كهذه النجاح السياسى أو الانتخابى.

الكتلة كما تراها الأطراف الفاعلة بها هى ترجمة سياسية وانتخابية للقواسم المشتركة التى دفعت الشعب المصرى العظيم إلى إنجاز ثورته وتعبير مباشر عن أهداف الثورة فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. الكتلة، باختصار، هى تجسيد للوسطية والاعتدال المصرى كقيمة ورؤية ليس لنا دونهما أن ننجح فى بناء مصر بعد الثورة ونخلصها من استبداد وقمع وفساد العقود الماضية.

أمام أحزاب وقوى الكتلة المصرية عمل شاق ووقت محدود مع موعد انتخابات برلمانية يقترب بسرعة. جهد بداخلها لإنجاح العمل الانتخابى المشترك بالتنسيق حول أسماء المرشحين وبدء الحملات الانتخابية المشتركة واعتماد مبدأ التمويل المشترك دون اعتبار لحساسيات صغيرة دوما ما أفسدت التجارب المشابهة فى الماضى. وأمامها جهد شاق للغاية خارجها لإقناع المواطنين بوسطيتها ورفضها التصنيف كقوى معادية للدين، والأمر فى حقيقته غير ذلك تماما، وفى ذات الوقت الوقوف بوجه محاولات بعض الأحزاب والتيارات ممارسة الاحتكار غير المشروع للدين لتحقيق أهداف سياسية.

أتمنى نجاح الكتلة المصرية فى التنسيق بداخلها والتواصل مع المواطنين والانفتاح على القوى السياسية لترشيد غلواء وتطرف البعض والحيلولة دون استقطاب جديد فى مصر.علينا، فنال كل طرف ما يستحقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق