اخر الاخبار

10‏/08‏/2011

مواقف بقلم: أنيس منصور

أنيس منصور
من حين الي حين أجد الراحة في أن أقرأ كتابا لا يفيد‏..‏ لا هو في الأدب ولا علم النفس ولا السياسة ولكنه كتاب لذيد‏..‏ فأنت معه لا تقرأ, أنت تقزقز خطابات ونوادر مسلية ومنعشة للفكر.
من بين هذه النوعية من الكتب: كتب الناجحين من رجال الأعمال.. وهذه الكتب ليست ممتعة..فالنجاح لا يولد بالمعجزات.. وانما قصص النجاح متشابهة.. وهي تبدأ عادة بإنسان بسيط ليست له فلسفة ثم إذا هو مليونير.. وهو عادة لا يعرف ماذا حدث.. ولكن يجئ من بعده اناس يؤرخون له, ويحاولون أن يوزعوا المعجزات علي بداية الطريق ونهايته ـ وبذلك النجاح عمل درامي من صنع المؤرخين وليس من صنع الناجحين.وقرأت كتابا عن نجاح أحد أصحاب الفنادق.. صاحب سلسلة فنادق في جميع أنحاء العالم.. وليس في ذلك ما يلفت النظر. أو يجعل عند أي قارئ أملا في شئ من ذلك لأي سبب, ولكن هذا الرجل أنشأ أول فندق له سنة 1952 واعتبر جميع نزلاء هذا الفندق (مؤسسين) لشركته العظيمة ـ وراح يلاحق هؤلاء الضيوف الأوائل بكروت المعايدة في المناسبات ويبعث بالموظفين يسألون إن كانوا لا يزالون في مساكنهم أو غيروها فانتقلوا الي مكان آخر أو الي رحمة الله ـ فليس أسوأ من أن يجئ خطاب لشخص مات يهنئه بعيد ميلاده.. فذلك دليل علي (ميكانيكية) هذه العلاقة الإنسانية, ودليل علي سوء إدارة الفندق!
وبعد مئات الصفحات يكشف هذا الرجل عن سر أسرار نجاحه وأي نجاح: الاحترام الذي لا ينتهي للزبون!
وليس أسهل ولا أصعب من ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق