اخر الاخبار

01‏/09‏/2012

الصعيدى يعطل مسيرة شفيق السياسية بقلم عماد الدين حسين



قرار قاضى التحقيق المستشار أسامة الصعيدى بوضع اسم أحمد شفيق على قوائم ترقب الوصول ستكون له تداعيات سياسية متنوعة.
 القرار قضائى وفى اطار التحقيق فى اتهام المحامى والسياسى عصام سلطان لشفيق بمنح أراضٍ لعلاء وجمال مبارك فى منطقة البحيرات المرة بالاسماعيلية من دون وجه حق، لكن آثاره على الخريطة السياسية لن نشعر بها إلا عندما تقترب الانتخابات البرلمانية المقبلة.
 نعلم أن شفيق حصل على ربع عدد أصوات المقترعين فى المرحلة الأولى من انتخابات رئاسة الجمهورية ثم على أقل قليلا من اصواتهم فى المرحلة الثانية.

 نعلم أيضا أن شفيق اعلن بوضوح أنه سيشكل حزبا سياسيا ليخوض به الانتخابات البرلمانية والمفترض أن تجرى عقب شهرين من الاستفتاء على الدستور الجديد.
 قرار المستشار الصعيدى قد يجعل شفيق يقضى ما بقى من عمره خارج مصر ولا يعود إليها إلا إذا رحل الإخوان عن الحكم.
 شفيق قال لفضائية «سكاى نيوز عربية» إن قرار قاضى التحقيق هو إجراء سياسى وإنه سيعود لمصر عندما يرى أن الفرصة مناسبة لذلك.

تصريح شفيق لسكاى نيوز هو محاولة لطمأنة انصاره، لكن أغلب الظن أن الفرصة المناسبة من وجهة نظره لن تأتى ابدا طالما ظل الاخوان فى الحكم.

يعلم شفيق جيدا أن وصوله الى القاهرة يعنى القبض عليه فورا وانضمامه الى «نادى محبى طرة»، ويعلم فى قرارة نفسه أن من يدخل طرة بعد الثورة فإن الخروج منها قد يكون امرا صعب المنال.

خروج شفيق من مصر بعد ساعات من خسارته الانتخابات أمام مرسى كان بتذكرة ذهاب فقط من دون عودة، وهناك تقديرات أن بعض أهل الحكم وقتها أو مقربين منهم نصحوه بسرعة حزم أمتعته والخروج من مصر حتى لو كانت تذكرة السفرة اقتصادية وليست درجة الأولى.

شفيق يومها قال انه ذاهب إلى العمرة، رغم أن وجهته كانت الامارات، ونعلم جميعا أن من يريد العمرة يذهب إلى مكة مباشرة.

هو الآن استقر فى ابوظبى، وهناك جدل هل تم تعيينه فى منصب استشارى أم لا.. وهناك تسريبات أن مناصب مماثلة فى بلدان خليجية تنتظر مسئولين مصريين آخرين تركوا الخدمة قبل أسابيع قليلة.

إذا وقر فى ذهن شفيق أن الدائرة قد ضاقت عليه وان عودته إلى مصر تعنى دخوله السجن، فلن يعود.

إذا اتخذ هذا القرار فلن يقود حزبه المنتظر فى الانتخابات، وإذا حدث ذلك فإن الذين يراهنون على شخصية تلعب دور رأس الحربة فى مواجهة الاخوان سيصابون بخيبة أمل كبيرة.

هؤلاء راهنوا على أن اداء شفيق فى انتخابات الرئاسة سيمكن حزبه من تجميع أصوات كثيرة خصوصا تلك التى كانت تذهب للحزب الوطنى المحروق وكذلك بعض الاصوات المعارضة للإخوان تقليديا أو التى خاب أملها فيهم بعد وصولهم للسلطة.

إذن وباختصار إذا قرر شفيق عدم العودة لمصر حتى اشعار آخر خوفا من شبح طرة فإن هناك هندسة غير مقصودة للخريطة السياسية المصرية المقبلة قد يكون المسفيد الأكبر منها ــ وللمصادفة ــ جماعة الاخوان وحزبها الحرية والعدالة.

المؤكد أن المستشار اسامة الصعيدى لم يخطر بباله مطلقا أيا من الأفكار السابقة وهو يتخذ قرار وضع اسم شفيق على قوائم الترقب والوصول، لكن هذا هو الواقع وتداعياته المنتظرة.

لو أن شفيق ــ وهو يمنح علاء وجمال اراضى كبريت بالبحيرات المرة بسعر بخس وبزيادة عشرة آلاف متر ــ فكر فى كل ما يحدث الآن، ما ترأس جمعية الطيارين من الأساس ولربما اعتزل السياسة من بابها لأن القرار الاخير يعنى اعدامه سياسيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق