اخر الاخبار

06‏/07‏/2013

البيت الأسود الأمريكى! بقلم محمد أمين

 
شرف لنا أن تكون أمريكا ضد الثورة.. شرف لنا ألا تدّعى أنها ساندتنا، أو حتى باركت الثورة.. البيت الأسود يتخيل أنه انقلاب عسكرى.. لا أتصور أن يكون البيت الأبيض بهذه الحقارة وهذا السواد.. لا أتصور أن يكون أوباما أسود القلب أو أعمى البصر إلى هذه الدرجة.. انقلاب إيه يا مولانا؟.. عندنا ثورة، وعندنا رئيس مدنى، هو رئيس المحكمة الدستورية، وغداً رئيس وزراء مدنى!
يا أعمى القلب هذه ثورة لم يشهدها التاريخ.. يا أسود القلب هذه ثورة ستدخل موسوعة جينيس.. من قال إنه انقلاب عسكرى؟.. «لوفيجارو» قالت: «من السخيف التحدث عن انقلاب عسكرى، والدفاع عن الإخوان المسلمين بحجة أنهم فازوا فى الانتخابات الرئاسية بطريقة شرعية».. من السخيف أن يكون أوباما بهذه البلاهة.. دعوتك لإعادة السلطة ليد المدنيين نصب، وضحك على الذقون!

أعترف أنك معذور لأنك فوجئت بالثورة.. مخابراتك فوجئت بالثورة.. أجهزتك مصدومة.. سفيرتك الحيزبون فوجئت بالثورة.. تصورتم أنها فسحة إلى التحرير، تعود آخر الليل.. لا يا أسود القلب.. مصر إذا قالت فعلت.. معذور لأن حساباتك كلها انهارت.. ارجع لرشدك قبل فوات الأوان.. استمع إلى صوت الكونجرس.. ألم يطالبك برحيل مرسى؟.. هل تعشق الإخوان المسلمين فى الضلمة؟!
بأى مشيئة تهددنا يا أوباما؟.. بأى شىء تهددنا؟.. هل تهددنا بالمعونة الأمريكية؟.. لماذا تحرّض علينا أوروبا؟.. أى هراء يقوله «فيستر فيله» الألمانى؟.. أى صناديق تتحدثون عنها؟.. الصناديق وحدها لا تصنع الديمقراطية.. هتلر جاء بالصناديق.. موسولينى جاء بالصناديق.. معظم الطغاة جاءوا بالصناديق.. ما قيمة مرسى؟.. هل كان يحافظ على مصالحكم؟.. هل قلبنا الطاولة عليكم؟!
هل أصبح البيت الأسود يدير عمليات مشبوهة؟.. من أنتم؟.. ألا ترى ولا تسمع؟.. اطلب شرائط الفيديو لترى أنها ثورة لم تخطر على قلب بشر.. اتفرج على الطوفان البشرى.. تسونامى ربما يجتاح فى طريقه أحلام أمريكا فى المنطقة.. هل ضايقك أن مشروع الشرق الأوسط الكبير انهار؟.. هل اغتظت لأننا قمنا بثورتين فى ثلاثين شهراً؟.. هل أصبحت مصر خارج نطاق سيطرتك وحطمت آمالك؟!
مدنى إيه؟.. وعسكرى إيه؟.. شبعنا أغانى.. متى كنتم تغارون على الحريات وحقوق الإنسان؟.. أنتم كاذبون.. قرارنا سوف نصنعه فى بلادنا.. لن تصنعه واشنطن أبداً.. السيناتور الأمريكى «راند بول» كتب فى مقاله بصحيفة «واشنطن تايمز»: مستقبل مصر ينبغى أن يتحدد فى القاهرة وليس واشنطن.. واستغرب أن أوباما يحتفل بعيد الاستقلال وهو يحرض على الاستبداد.. افهموا بقى!
من السخيف أن تروجوا الأكاذيب.. من السخيف أن تنكروا الشمس.. أفهم أن السقوط مرعب.. أفهم أن الثورة مرعبة.. كانت خارج حسابات أمريكا.. أسقطنا الاستبداد السياسى والاحتكار الاقتصادى فى 25 يناير، وأسقطنا الاستبداد الدينى فى 30 يونيو.. أثبتنا أننا جبابرة، وأثبتنا أننا فراعنة.. ربما هذا ما ضايق أمريكا.. عيب أن تبرر صدمتك بأن الجيش انقلب على الحكم.. عيب أيها الأعمى!
لا عندنا انقلاب عسكرى، ولا حكم عسكرى.. عندنا ثورة شعب عظيم.. عندنا رئيس مدنى.. غداً عندنا رئيس وزراء مدنى.. الجيش لا انقلب ولا حكم.. الجيش خارج اللعبة السياسية.. شرف لنا أن يشعر البيت الأسود بالصدمة.. من السخيف أن يعتبر أوباما «جماعة الإخوان» شهداء للحرية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق