اخر الاخبار

06‏/07‏/2013

رسالة إلى شباب الإخوان بقلم زياد العليمي

عزيزى عضو جماعة الإخوان المسلمين- نعم عزيزى لأن وطنًا واحدًا يجمعنا وينتظر أن نبنيه سويًاـ تعلم أننى أحد معارضى جماعتك عندما كانت فى السلطة، وإذا راجعت ذاكرتك ستعرف أننى لست ممن أوحى لك قياداتك بأنهم فلول النظام السابق، وربما تكون جمعتنا مظاهرة ضد مبارك، أو تشاركنا «بورشًا» واحدًا فى معتقلاته، أو كنت محاميك متطوعًا فى إحدى القضايا التى اتهمك فيها نظام مبارك، أو حتى وقفنا كتفًا بكتف خلال موجة ثورتنا الأولى أمام أجهزة مبارك القمعية، كان كل منا على استعداد لأن يفدى حلمنا المشترك بروحه.
كنا نحلم سويًاـ رغم اختلافناـ بوطن أفضل يتسع لنا جميعا، ويحفظ حريتنا ويصون كرامتنا، لكن قيادات جماعتك لم ترض أن نستمر شركاء فى هذا الحلم، فقالوا لك إن من خرجوا فى الميادين ضد حكمهم ما هم إلا أتباع النظام السابق وأعداء الإسلام! ودفعوك لتقف فى مواجهتى، حفاظًا على السلطة ليس أكثر، وحكموا بلادنا لصالح الجماعة، لا لصالحنا جميعًا كمواطنين مصريين.

حلمنا سويًا بعدالة اجتماعية، فازداد المصريون فقرًا فى ظل حكمهم! وحلمنا بدولة ديمقراطية فاعتُقل الثوار، وبُرِّئ رجال مبارك! وحلمنا بوطن مستقل ذى سيادة، فإذا بالدكتور مرسى يصف نفسه بأنه الصديق الوفى لرئيس وزراء إسرائيل، ولا يخجل من إعلان التبعية للولايات المتحدة، حتى كان آخر بيان يخرج من مكتب د. مرسى يعلن عن اعتماده على دعم أوباما له! وهل حقق قيادات جماعتك أيا من الأحلام التى جمعتنا سويًا، رغم اختلافاتنا السياسية، أم كانوا استمرارًا لنظام عملنا معًا من أجل إسقاطه؟
اليوم، هُزِم قادة جماعتك أمام ملايين المصريين الذين خرجوا غاضبين لعدم تحقيق أحلامهم، ويحاولون جرك لتقاتلنى ـ وغيرى ممن هم أفضل منى ـ من أجل تحسين وضعهم التفاوضى ليس أكثر! بعد أن هرب معظمهم، وهرَّبوا عائلاتهم، وتركوك تواجه مصيرك مع باقى قواعد الجماعة بدعوى حماية الشريعة! هل حققوا من تلك الشريعة شيئًا خلال عام فى الحكم؟
ولا أخفيك سرًا، فبين صفوف التيار الذى أنتمى إليه من هم مثل قادة جماعتك، لا يهمهم سوى كرسى السلطة، لكن حلمنا مختلف، فنحن لا يعنينا من يحكم، بل جل اهتمامنا هو كيف نُحكم! وآن الأوان لأن تسترد حلمك.
دعوتك عمرها 80 عامًا، لا تجعلها تضيع من أجل حلم قيادة تطمع فى السلطة فقط! وسيحاكَم قادتك بالطبع على ما ارتكبوه من جرائم، وهو أمر قانونى وشرعى، ألم نطالب سويًا بالقصاص من قتلة شهدائنا خلال حكم مبارك؟ أليس لـ«جيكا» الذى كان مؤيدًا لانتخاب الدكتور مرسى، و«كريستى» الذى قتل لاعتراضه على إعلان دستورى اعترف قياداتك بخطئهم فى إصداره، والحسينى أبوضيف الذى قتل أثناء أداء عمله، وغيرهم.... نفس الحقوق؟
آن الأوان لأن تراجع نفسك، كى تعلم أننى قد أكون مختلفًا معك، لكننى وغيرى آلاف سنقف مع حقك فى التعبير عن أفكارك، ولتعلم أن قيادات الجماعة لم يحركها سوى شبق السلطةـ لا مبادئك ـ فعليك أن تعود لتقف بين ملايين المصريين الذين ينتظرونك وسط صفوفهم فى بناء دولتنا الجديدة، التى تجمعنا على اختلافاتنا، دون أن يقصى أى منا الآخر! ولتترك قادة جماعتك ـ الذين أضروا بدعوتك ـ يدفعون ثمن ما اقترفت أيديهم، وادع لأفكارك بأعمالك وليس بالقول فحسب، فأنت تعلم جيدًا إخلاصنا للثورة، والثوار قد يدفعون حياتهم ثمنًا للقصاص ممن قتلوا رفاقهم وخانوا حلمهم، لكنهم أيضًا على استعداد لأن يدفعوا حياتهم ثمنا حتى لا يحاكم أى شخص على أفكاره!
وطالما لم تكن ممن ارتكبوا جرائم بحق شعبهم فعليك ألا تدافع عمن اقترفوا الجرائم، وألا تصبح أداة لهم فى تنفيذ جريمة جديدة بحق بلادك! أقسم أننا لن نقبل إلا أن نضع قواعد الوطن الذى حلمنا به سويًا، فراجع نفسك، وعُد إلى صفوف أبناء وطنك. اختلف معهم فى الرؤية، ولكن لا تُستدرَج لارتكاب جرائم أخرى بحقهم! فثورتنا الآن أقوى ـ بعد انتصار موجتها الثانية ـ وقادرة على تحقيق كل ما تصبو إليه.
 لا أريد أن أراك يومًا ضحية مقتولا، أو مجرما قاتلا، فعد إلى صفوف الثوار، كى نتغلب سويًا على العقبات التى قد يضعها المنتفعون من الفساد والاستبداد فى طريق ثورتنا، بهذا فقط ستنتصر ثورتنا، وسنبنى دولتنا الجديدة إن شاء الله، وبعزم المخلصين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق