اخر الاخبار

19‏/07‏/2013

فى رقبة «بديع» شخصياً بقلم سليمان جودة



هل يمكن القول إن الذين قتلوا ثلاثة من رجال الشرطة فى سيناء، صباح أمس، مسلمون؟!.. وإذا كانوا مسلمين شكلاً، حسب بيانات البطاقة التى يحملها كل واحد فيهم، فهل من الإسلام فى شىء، أو من أى دين، أن تقتل بريئاً فى رمضان، أو فى غير رمضان؟!
محزن حقاً أن نستيقظ صباح كل يوم، منذ عزل «مرسى»، على سقوط مواطن مصرى، أو أكثر، على أيدى مجهولين!.. والسؤال هنا هو: هل هؤلاء القتلة مجهولون فعلاً بالنسبة لنا، أم أنهم معروفون؟!.. هناك دليلان أحدهما مباشر، والآخر غير مباشر، على أن الذين يقتلون أبناءنا بهذا الغدر، وبهذه الخسة، إخوان، أو على الأقل يعرفهم الإخوان؟!
أما الدليل غير المباشر فهو أن هذه العمليات التى لا ضمير عند مرتكبيها، ولا إحساس بقيمة أى وطن، لم تنشط بهذا الشكل إلا بعد عزل الرئيس السابق، وبالتالى، فنحن أمام علاقة من نوع ما بين الواقعتين: بين واقعة العزل لرئيس عاجز وفاشل، ووقائع قتل لمصريين لا ذنب لهم فى شىء!
وأما الدليل المباشر فهو أن واحداً من منتسبى جماعة الإخوان كان قد قال صراحة، بعد عزل عاجزهم، إن الجيش إذا تراجع عن إجراءاته التى اتخذها فى ٣ يوليو، فإن العنف فى سيناء سوف يتوقف!

هذا كلام قيل مباشرة على لسان أحدهم، وهو كلام معلن، ومنشور، وموجود، ومتداول، بما يعنى أن قائله متورط، بشكل أو بآخر، هو وجماعته الإخوانية، فى قتل مواطنين مصريين، بصرف النظر تماماً عن انتمائهم إلى الشرطة أو إلى الجيش!
والسؤال هو: كيف تقبل جماعة تدعو بين الناس بما قال الله تعالى، وبما قال رسوله الكريم، أن تقتل مواطناً دون جريمة ارتكبها؟!.. وكيف ينام قيادات هذه الجماعة، فى الليل، وهم يعرفون أنهم قاتلون، أو محرضون على القتل، باعتراف واحد منهم، علناً، وبلسانه؟!
وما يجب أن تنتبه له جماعة الإخوان أنها حين تقتل مصرياً، أو تحرض على قتله، فإنها تقتل فى الحقيقة شعباً بأكمله، وتحارب شعباً فى عمومه، ولا تضغط، كما قد تتصور، على حكومة، ولا على جيش، أو بوليس!
المتضررون المباشرون من هذه العمليات، يا أيها العقلاء فى داخل الجماعة، إذا كان لايزال هناك عقلاء، إنما هم أفراد الشعب أنفسهم، فأى مصلحة لكم، بالله عليكم، أن تتركوا من ورائكم حزناً فى كل بيت على برىء سقط بأيديكم؟! وهل يمكن لشعب، هذا هو حاله معكم الآن، أن يتعاطف مع أى منكم، بأى مقدار، فيما بعد، فى انتخابات، أو فى غير انتخابات؟!
ذنب كل مصرى يسقط فى تلك البقعة الغالية على كل وطنى، سوف يظل معلقاً فى رقبة محمد بديع شخصياً، وفى رقبة كل مَنْ يشاركه الرضا عما يحدث فى سيناء داخل الجماعة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق