اخر الاخبار

19‏/04‏/2011

نحو تفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية في مصر...بقلم د/ محمد حجازي شريف

تعتبر المشاركة السياسية بمختلف صورها من أهم مؤشرات مدى ديموقراطية النظم السياسية؛ ومؤشراها ما يعكس الثقافة السياسية السائدة في المجتمع ...فضلا عن كونها عنصرا أساسيا في عملية التنمية.

في هذا الإطار حظيت قضية المشاركة السياسية للشباب بأولوية متزايدة مع بداية الألفية الثالثة ..بعد أن اتسعت الفجوة السياسية بين الشباب وواقع الحياة السياسية فى مصر ؛وعرفت مصر ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية .

وفى الصفحات القليلة التالية سنعرض لمفهوم المشاركة السياسية وخصائصها وأهميتها .. ثم سنعرض لمعوقات

مشاركة الشباب فى الحياة السياسية ..ثم نعرض مقترحات لتفعيل دور الشباب في المشاركة في مصر

*مفهوم المشاركة السياسية:

تتعدد مفاهيم المشاركة السياسية بحسب الزاوية التي ينظر إليها الباحث...غير أن من أهم مفاهيم المشاركة السياسية ما يلي:

1- المشاركة السياسية:

هي .نشاط اختياري يقوم به الأفراد العاديون بقصد التأثير فى اختبارات السياسة العامة أو اختبارات القادة السياسيين على المستوى المحلى والقومي..

2- المشاركة السياسية.

هي مشاركة الفرد في مستويات متعددة من النظام السياسي بدءا بالتصويت وحتى توجيه وصياغة سياسة الحكومة .

خصائص المشاركة السياسية:

تتمثل أهم خصائص المشاركة السياسية فيما يلي :

1- المشاركة السياسية ليس هدفا في حد ذاتها ..وإنما هي أداة لتحقيق هدف اسمي وهو (الحرية السياسية)

2- المشاركة السياسية ليس هي الديموقراطية ..بل هي احد مبادئ الديمقراطية.

3- المشاركة السياسية سلوك ايجابي يختلف عن نقيض المشاركة التي هي اللامبالاة السياسية.

4- المشاركة السياسية تتم من خلال مؤسسات سياسية رسمية وغير رسمية ينضم إليها الراغبون طواعية وعن اقتناع.

*أهمية المشاركة السياسية :

تتضح أهمية المشاركة السياسية فيما يلي ..

1- تعد المشاركة السياسية معيارا لنمو النظام السياسي و مؤشرا على ديموقراطيته.

2- المشاركة السياسية وسيلة لتنمية المجتمع .

3- تلعب المشاركة السياسية دورا مدعما لدور الحكومة .

الشباب...وضرورة المشاركة السياسية:

إن الشباب في مصر والذي يمثل نحو 69% من اجمالى عدد السكان في مصر - يعانون من العزوف أو الهروب من المشاركة السياسية بمختلف صورها ..و فى هذا الشأن أجريت دراسة على عدد من المبحوثيين من الشباب

في الفئة العمرية (18سنة إلى 35سنة)حول مدى اهتمامهم بواقع الحياة السياسية في مصر .

و انتهت الدراسة إلى النتائج التالية.

أ- نحو 95%من المبحوثين لا يعرفون عدد الأحزاب السياسية في مصر .

ب- نحو 76%من المبحوثين لا يحملون بطاقات انتخابية .

ج- نحو 82%من المبحوثين لا ينتمون إلى أحزاب سياسية.

د-نحو 71%من المبحوثين لا يتابعون نشاط الأحزاب السياسية.

ولهذا ينبغي تشجيع الشباب على المشاركة ولفت نظرهم إلى أن المشاركة المتاحة متعددة بتعدد المؤسسات التي

يتاح المرور من خلالها.

ونحن بدورنا نقول أن مشاركة الشباب في الحياة السياسية والحزبية ضرورة في حد ذاتها ..كما أنها تتيح أفاقا أوسع لإثبات الكفاءة والتميز والقدرة على العطاء للمشاركة فى العمل العام...كما أنها تعمل على صقل الشخصية المصرية (للفرد) أو تقبله للأخر وتزيد من قدرته على العمل بروح الفريق الواحد.

إن الشباب بحاجة إلى من يشعرهم بالأمن والانتماء والنجاح والتقدير ..والى من يعطيهم الفرصة ويمتدح الإنجازات التي يقومون بها. إن الشباب بحاجة إلى حل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم بما ينعكس بصورة ايجابية على مشاركتهم فى كل قضايا المجتمع..مما يشجع الشباب على الانخراط في العمل الوطني.

أسباب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية:

تتمثل أسباب عزوف الشباب عن المشاركة فى الحياة السياسية فيما يلي:

1- قلة الوعي السياسي.

2- ضعف الثقافة السياسية.

3- ضعف الانتماء.

4- غياب الهوية.

5- فقدان القدرة على الحلم بالمستقبل.

6- الخوف من المشاركة السياسية.

معوقات المشاركة السياسية من قبل الشباب:

هناك نوعين من المعوقات التي تحول دون مشاركة الشباب فى الحياة السياسية هما:

أولا: المعوقات العامة:

وهى تشمل:

أ- تركيز عملية اتخاذ القرار فى يد النخبة الحاكمة.

ب- ضعف مؤسسات المشاركة السياسية كالمجالس النيابية والأحزاب السياسية

ج- الأمية.

د- البطالة.

هـ- الفقر


و- غياب فكرة تداول السلطة.

ى- ضعف مهارات القيادة الحزبية فى الاتصال بالشباب وإقناعهم بالانضمام إلى الأحزاب السياسية.

ن- فقدان الثقة بين الشباب ورجال السياسة.

ثانيا - المعوقات الخاصة:

وهى تشمل:

1- عدم قدرة الأسرة المصرية على التوجيه السليم لأفرادها.

2- ضعف قدرة المدرسة على أداء واجبها التربوي.

3-غياب عملية التنشئة السياسية.

4- تعدد قضايا الفساد.

5- الفردية في الأداء وفى أداء الحوار واتخاذ القرار.

مقترحات لتفعيل دور الشباب فى المشاركة السياسية:

أولا- على مستوى الدولة:

1-  توافر ارادة سياسية حقيقية للشباب

2-  الاشتراك الفعلي للشباب فى الفعل السياسي واتخاذ القرار.

3-  تقوية العلاقة بين الحكومة والشباب وإيجاد جسر من التفاهم والتواصل بينهما.

ثانيا- على مستوى المجتمع المدني:

1-   توافر رؤية شاملة لقضايا الشباب.

2-   اقرار الديموقراطية داخل تنظيمات الشباب.

3-   دعم القطاعات الشبابية.

توصيات:

نوصى بالأتي:

1-   دعوة الشباب بأخذ زمام المبادرة بالقيد فى الجداول الانتحابية.

2-   مطالبة الأحزاب السياسية بالاهتمام بالشباب وإدماج قضاياهم فى برامجها السياسية.

     3 - دعوة الشباب للانخراط فى الحياة السياسية لقطع الطريق أمام البعض الذين يستغلون ذلك.

كلمة ختامية:

ترتبط قضية تعزيز المشاركة السياسية فى مصر بتدعيم قيم ثقافة الديموقراطية والتى تتسم بغلبة الثقافة السياسية

المشاركة والتي يتميز فيها المواطنون بدرجة عالية من المشاركة السياسية من خلال قدرتهم على التعبير عن

أنفسهم ومصالحهم والمشاركة في صنع القرار

ومن هنا تثور الحاجة إلى أهمية إيجاد ثقافة سياسية جديدة تحسم الصراع لصالح قوى المستقبل . وهى ثقافة تقوم

فيها مؤسسات التنشئة السياسية بدور أساسي فى تعضيد المشاركة السياسية وبما يخلق بيئة مواتية لدعم التطور الديموقراطي فى مصر.


إن انتخابات مجلس الشعب 2011 القادمة ومن بعدها انتخابات الرئاسة 2011القادمة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لمدى المشاركة السياسية لدى المصريين وفى مقدمتهم الشباب.

خاصة فى ظل الاشراف القضائى على كافة مراحل العملية الانتخابية بما يضمن نزاهة الانتخابات وتأكيد سيادة الشعب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق