اخر الاخبار

02‏/04‏/2011

فاسدون على رأسهم ريشة.. واللهو الخفى قتل السادات /بقلم عمرو الليثي

المتابع للأحداث فى مصر يشعر بأن هناك أيدى خفية تعبث بمقدرات هذا الشعب.. فبعد قيام ثورة ٢٥ يناير شعر الناس بأننا مقبلون على نظام جديد وحياة أخرى تعلوها
الحرية والعدالة الاجتماعية والأمن والأمان.. وبدأت محاسبة الفاسدين، الذين استغلوا فساد النظام السابق وفساد القوانين وسرقوا أراضى الشعب وباعوا شركاته بأبخس الأسعار.. وسمسروا وارتشوا وتربحوا وفعلوا كل ما هو غير مشروع فى سبيل زيادة أموالهم فى البنوك على حساب الشعب الفقير، وشعرنا جميعا بأن هؤلاء سيكون مصيرهم السجن فى إطار القانون.. لكن للأسف الشديد تمخض الجبل فولد فأراً
..
قامت الأجهزة المعنية بتعقب اللصوص.. سارقى قوت الشعب المصرى.. لكن أين الباقون.. أين المسؤولون عن إفساد الحياة السياسية فى مصر على مدار ثلاثين عاما.. أين رؤساء المجالس التشريعية المتهمون الحقيقيون بإفساد مبارك.. أين الذين قتلوا الحياة السياسية وزوّروا الانتخابات.. وحولوا الأحزاب إلى أحزاب كارتونية.. وأقاموا تحالفات مشبوهة فى السر.. فى جو من المؤامرات الرخيصة، وكان الهدف المعلن هو الحفاظ على نظام مبارك، أما هدفهم الحقيقى فهو الحفاظ على بقاء استمرارهم، وإعطاء الفرصة لأبنائهم لحصد المزيد من الأموال، والتكسب غير المشروع
..
أين هؤلاء الذين كانوا يتقاضون الملايين من المرشحين لعضوية مجلس الشعب.. ليدعموا هذا ويمنعوا هذا (علشان مدفعش).. أين الذين جعلوا الأمن سوطاً على رقاب العباد؟.. هؤلاء موجودون فى منازلهم الفخمة فى ضواحى القاهرة، ويتريضون يومياً فى نادى هليوبوليس بل الأدهى أن بعضهم (خلع برقع الحيا)، وأخذ يدلى بتصريحات صحفية كما لو أنه مفجر الثورة، وأن مبارك لم يستمع إلى نصائحه ناسياً أنه كان سبباً فى هذا الانهيار السياسى إذا كنا حقاً نتحدث عن حرب على الفساد والمفسدين، ونحن نقرأ يومياً عن ثروات بالمليارات لأبناء هؤلاء
..
بالطبع لم يحصلوا عليها من عرق جبينهم، ولكن بسبب فساد آبائهم.. فلا أقل من أن يحاسب هؤلاء على ما اقترفوه فى حق مصر وشعبها وأيضا بالقانون.. فنحن دولة تحترم القانون.. لكن أن يقتصر الأمر على البعض، وهؤلاء الذين يعرف الجميع حجم فسادهم يتركون هكذا أحراراً.. فإن هذا سيرسخ ما يقال عن أن نظام مبارك لم يسقط.. وأن هناك بقايا من هذا النظام تدافع عن هؤلاء الفاسدين.. لشىء فى نفس يعقوب
!
هل قتل اللهو الخفى السادات؟
فى مقالى السابق تحدثت عن بعض ما جرى قبل حادث المنصة فى ٦ أكتوبر ١٩٨١.. لكن بالتأكيد هناك مواقف وأحداث جعلت الجميع ينظر إلى قضية مقتل الرئيس السادات على أنها مؤامرة اشتركت فيها عدة أطراف.. فمعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على خلاف مع السادات، وكانت زيارته الأخيرة إلى هناك فاترة جدا.. على عكس عندما سافر النائب حسنى مبارك وعاد يوم ١٤ أكتوبر، واستقبلوه هناك كأنه رئيس مصر.. فى بداية عام ١٩٨١ عين عبدالحليم أبوغزالة رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، وفى ٦ مارس أى بعد شهرين فقط مات الفريق أحمد بدوى، القائد العام للقوات المسلحة، ومعه ١٣ من قيادات الجيش فى حادث طائرة هليكوبتر.. (ولم يكن على متن الطائرة أبوغزالة رئيس الأركان
وهذا الحادث شابه الكثير من الغموض.. حيث قالوا إن قائد الطائرة اصطدم بعمود هوائى، وإن الطائرة كانت مليئة بالفواكه والخضروات، وهذا ما رفضه الكثيرون، واعتقدوا أن وراء الحادث دافعاً جنائياً.. من الملاحظ أيضا أن المخابرات الحربية قد منعت الملازم أول خالد الإسلامبولى من الاشتراك فى العرض العسكرى، نظرا لأن شقيقه الأكبر كان ينتمى للجماعة الإسلامية، وكان قيد الاعتقال.. لكن فجأة رُفِع اسم خالد الإسلامبولى من قوائم الممنوعين من الاشتراك فى العرض العسكرى، وتقرر إشراكه كضابط فى اللواء ٣٣٣ مدفعية.. وبدأ «خالد» يعد ويجهز ليوم اغتيال السادات، فقام باختيار ٤ رجال ليعاونوه فى قتل السادات رغم أنهم ليسوا ضباطاً أو جنوداً فى كتيبته
)،..
بل الأدهى أنه استطاع إلباسهم ملابس عسكرية، وإدخالهم إلى داخل أرض العرض بعد أن قام بمنح ٤ جنود آخرين إجازة (وكأنهم ذاهبون لرحلة نيلية).. والمدهش أن هناك تصاريح تُمنح لكل من يشارك فى العرض، وتتم مراجعتها من قبل أجهزة الأمن.. فإذا افترضنا أنه استطاع إدخالهم أرض العرض.. فكيف استطاع أن يزوّر لهم تصاريح للمرور من نقاط التفتيش؟
!..
كانت الذخيرة الحية وإبر ضرب النار تنزع من الأسلحة التى كانت تصرف للمشاركين.. وكإجراء أمنى تمت إقامة ١٠ نقاط تفتيش بواسطة الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية على طول الطريق المؤدى للاستعراض، للتفتيش على جميع المركبات والتأكد من عدم وجود ذخيرة حية.. والغريب أن شاحنة خالد ورفاقه تمكنت من المرور عبر كل نقاط التفتيش
!!..
أيضا الضابط، الذى أمد الإسلامبولى ورفاقه بإبر ضرب النار والذخيرة والقنابل، لم يُحاكم واعتبروه شاهد ملك (وهذا الأمر عليه علامة استفهام كبيرة)، والمدهش أيضا أن القنابل التى ألقيت فى المنصة كانت قنابل دخان وأخرى غير صالحة.. بخلاف ما تردد فى التحقيقات من أن المتهمين طلبوا من المشير أبوغزالة والنائب حسنى مبارك الابتعاد عن طريقهم لأنهما غير مقصودين.. وهنا أتساءل من يريد إقامة ثورة إسلامية، شاملة، ويريد إسقاط نظام بأكمله.. لماذا يختار ضحاياه؟
جميع هذه المعلومات، عزيزى القارئ، أقدمها لك وأترك للجميع التفكير فيمن قتل السادات هل جماعة الجهاد وحدها، أم أمريكا، أم إسرائيل، أم ليبيا، أم سوريا، أم أيدٍ خفية دبرت العملية بنجاح بدليل أنها لم تترك دليلاً واحداً يدينها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق