اخر الاخبار

08‏/08‏/2012

أهو كنز جديد؟ بقلم محمد سلماوي



هل يعقل أن تحتاط إسرائيل من ذلك العمل الإرهابى الخسيس الذى وقع فى سيناء ولا نحتاط نحن؟ لقد حذرت إسرائيل علناً وسراً من عمل إرهابى وشيك سيقع فى سيناء فأبلغت أجهزتها الأمنية أجهزتنا بذلك فى الوقت الذى نشرت فيه تلك التوقعات لكل ذى عينين فى الصحافة الإسرائيلية، وبناء عليه فقد اتخذت إسرائيل حذرها ورحّلت رعاياها من المنتجعات السياحية فى سيناء، كما أن تعامل مروحياتها مع المدرعة المصرية المسروقة لم يتأخر أكثر من دقائق معدودة بعد عبور المدرعة الحدود المصرية، وكأنهم كانوا ينتظرونها خلف الحدود.

أما على الجانب المصرى، فلا أريد أن أنكأ الجراح، لكن ملابسات الحادث الذى وقع وقت الإفطار يشى بأنه لم تكن هناك أى استعدادات احتياطية لمواجهة العملية.



والآن، وقد وقع ما وقع، فماذا نحن فاعلون؟ يبدو من رد الفعل الرسمى حتى الآن أننا مثلما قصرنا قبل وقوع الحادث فإن البعض مصمم على التقصير بعد وقوعه، ذلك أن الخطوة التى لا غنى عنها فى مثل هذه الحالة هى سرعة محاسبة، بل معاقبة من تسبب فى وقوع تلك العملية الإرهابية الغادرة فأخل بذلك بواجبه الوطنى، وهو ما فعلته إسرائيل مثلاً بعد حرب 1973 من خلال لجنة «أجرانات» لكننا بدلاً من أن نعترف بخطئنا وبتقصيرنا فى الواجب الوطنى قررنا أن المخطئ ليس أجهزتنا وإنما هو الشعب الفلسطينى فى غزة فقررنا هدم الأنفاق وإغلاق المعابر وإحكام الحصار الذى تفرضه إسرائيل على أهالى غزة، والعودة بذلك إلى سياسة نظام حسنى مبارك المتحالفة مع إسرائيل، بل زدنا عليها منع مرور أى فلسطينى من مطار القاهرة.

وإذا كان الوضع كذلك فلست أفهم لماذا قامت الثورة على نظام الرئيس السابق الذى وصفته إسرائيل بأنه كنزها الاستراتيجى؟!

إذا كنا سنعود بعد سنة ونصف السنة من خلعه لنطبق سياساته الممجوجة التى لم يتمكن النظام الجديد للإخوان فى تخبطه الحالى من تخطيها بسياسات أكثر تعبيراً عن مطالب الثورة التى مثلما نزلت إلى ميدان التحرير توجهت أيضاً إلى مبنى سفارة إسرائيل فأنزلت علمها وطالبت برحيلها تضامناً مع الشعب الفلسطينى. إن إغلاق المعابر هو اعتراف بأننا غير قادرين على حماية حدودنا، والتصريحات التى يطلقها النظام الجديد للإخوان لا تختلف كثيراً عن تلك التى تعودنا عليها فى ظل حكم «مبارك» و«السادات» من قبله، والتى تهدف لتأجيج الصراع بين الشعب المصرى والشعب الفلسطينى من أجل تمرير سياساتهما وخدمة المصالح الإسرائيلية، وأن يأتى ذلك بعد ثورة 25 يناير إنما يعنى أن إسرائيل قد نجحت ـ بعد سنة ونصف السنة على الثورة التى دقت أبواب سفارتها فى القاهرة ـ فى أن تجد لنفسها كنزاً استراتيجياً جديداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق