اخر الاخبار

18‏/08‏/2012

كلمات حرة صافيناز‏!‏ بقلم: د.أسامة الغزالى حرب


د.أسامة الغزالى حرب
المقال الذي كتبته الصحفية القديرة المخضرمة الأستاذة صافيناز كاظم في الأهرام أول من أمس‏(‏ الثلاثاء‏14‏ أغسطس‏)‏ والذي سردت فيه ذكرياتها عن واقعة إعدام العاملين خميس والبقري يوم‏17‏ أغسطس‏1952,‏
 بعد قيام الحركة المباركة! بـ16 يوما فقط, أحيا لدي مشاعر عميقة متباينة! فالأستاذة صافيناز كان عمرها15 عاما عندما قامت ثورة يوليو, في حين كان عمري خمس سنوات, ومع ذلك فإن ما تحدثت عنه الأستاذة صافيناز يومض في ذاكرتي كأضغاث أحلام, تماما مثلما تومض فيها ومضات عن محاكم الثورة, ومحاكم الغدر التي كانت تذاع في ذلك الوقت في الراديو!
وفي الواقع, فإن جو التسييس العام الذي عاش فيه جيلي, والذي كان سائدا بقوة منذ منتصف الخمسينيات إلي منتصف الستينيات, والذي ارتبط بالأحداث الكبري في تلك الفترة تأميم القناة, العدوان الثلاثي, الوحدة المصرية السورية, بناء السد العالي... إلخ, والخطب الشهيرة لجمال عبدالناصر, والأغاني الوطنية التي شدا بها أساطين الغناء في ذلك العصر, كلها أسهمت في ولعي
بالسياسة واتجاهي لدراسة العلوم السياسية في جامعة القاهرة, ثم لإعداد دراستي للدكتوراه حول النظام السياسي المصري في الحقبة الناصرية. وكان علي في تلك الدراسة أن أتخلي عن تحيزي العاطفي مثل أغلب أبناء جيلي لعبدالناصر, وساعدني علي ذلك بالقطع خبرات مباشرة للوجه الآخر للتجربة الناصرية والذي تمثل في اعتقال والدي رحمه الله ـ مرتين بتهمة الإنتماء للإخوان عامي1954 و1965, بالرغم من أنه لم يكن عضوا بالجماعة! في هذا السياق كانت تلح علي ذهني دائما ثلاث وقائع شهدتها السنوات الأولي للثورة, أي: إعدام خميس والبقري في أغسطس1952, والصراع علي السلطة في مارس1954 ثم الإطاحة باللواء محمد نجيب والمعاملة المشينة التي لقيها وأسرته حتي وفاته!
إن أهمية تلك الوقائع وما يماثلها أنها كانت بمثابة جرس الإنذار بالنسبة للمستقبل الذي سوف تشهده مصر, والذي اختلطت فيه إنجازات كبيرة بأخطاء فادحة. وقد ذهب عبدالناصر وخلفاؤه, لنستفيد بما انجزوه, ولكننا ما نزال ندفع ثمن ما اقترفوه من أخطاء!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق