اخر الاخبار

06‏/04‏/2013

النعوش الطائرة على الدائرى بقلم حسن المستكاوي


● مساء الخميس. توقف المرور على الطريق الدائرى.. هذه ليست المرة الأولى. ولكنها المرة الألف فى العامين الأخيرين. ارتبكت الحركة. وتجمدت. وتعطلت مصالح الناس. هذا قد لا يكون مهما. لكن حياة مواطن واحد أهم من أى شىء. أنتم لا تريدون أن تفهموا قيمة حياة الإنسان. ومعنى أن يفقد أب ابنه أو ابنته بسبب رعونة سائقى سيارات النقل أو أصحاب النعوش المتحركة، وهم يتسلحون بهمجيتهم، واستهتارهم، وضخامة سياراتهم. ويحميهم غياب المرور والقانون.

 ●● توقفت حركة المرور على الطريق الدائرى لأن سائق سيارة نقل سحق ومحق 10 أو 15 سيارة بسرعته التى لم يقدر على التحكم فيها. ولم تتوقف سيارته سوى بعد أن ضربت سيارة نقل أخرى. خسر العشرات من المواطنين سياراتهم. وأصيب بعضهم. ولا أعرف هل سقط ضحايا.. هل مات مواطن؟ هل يهمكم موت إنسان؟!

●● هذا السائق الذى ارتكب جريمة لم يقدر على إيقاف سيارته الضخمه لسبب ما، فهو ربما لم يكن فى وعيه. والمشكلة هنا ليست فى غياب الوعى فقط. وإنما فى طرقنا وشوارعنا وحياتنا وحياة أولادنا التى استبيحت. فلا يمكن أن يستمر حال المرور بتلك الصورة. ولا يمكن أن تخترق سيارات النقل الشوارع والطرق بسرعات وبأوزان تمثل جريمة. دون أن تراقب وتحاسب. إننا أمام بلطجة لا مثيل لها. والدولة لا يعنيها أن يسقط كل عام 12 أو 15 ألف قتيل بسبب حوادث الطرق. وإيه يعنى ما إحنا كتير..؟!


●● السياسة مهمة. لكن حياة الناس أهم ألف مرة من السياسة. والأمن مشغول بالسياسة. مهموم بالسياسة. مشغول بحماية مقار ومواقع. ومدفوع إلى الإنهاك بكل الوسائل، حتى باستئجار صبية لمحاربته بالحجارة وبتغيير ورديات هؤلاء الصبية. ويمضى النفاق بلا توقف. ولا تهم حياة الناس. نعم السياسة مهمة. لكن أمن المواطن وحمايته من البلطجية والفتوات والحرامية أهم من ألف مرة من السياسة. هذا لو كنتم تعتبرون ما نحن فيه سياسة.

●● السياسة التى تعنى الحرية وترسم طرق الديمقراطية ومستقبلها مهمة. نعم مهمة. لكنى لم أجد فى برامج الفضائيات أو «التوك شو» ولم أجد الصحافة دون استثناء تفرد مساحات لتغطية تلك الكوارث أو تبدأ حملات تواجه بها هذه الوحوش التى ترتكب عشرات الجرائم يوميا. ولم أسمع زميلا فى برنامج تليفزيونى يصرخ بما حدث على الطريق الدائرى مساء الخميس. لم يسمعوا صرخات آلاف المواطنين. لم يعلموا بما يصيب الناس. مع أن مشكلات المرور وضحايا الطرق، وضحايا السرقات والتثبيت والبلطجة يفوق عددهم فى عشر سنوات الذين سقطوا فى حروب مصر.. ومازالت سيارات النقل تنهش فى سيارات الناس. وتلتهم أجسادهم، وشقا عمرهم. والدولة تتفرج.. ولو كانت اللغة العربية تسمح لى بأن أصرخ بكل قوة معبرا عن غضبى لفعلت ذلك كتابة.

●● السياسة مهمة. لكن حياة الناس أهم ألف مرة من السياسة. ثم هل تعتقدون أن ما تلعبونه حضراتكم سياسة..؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق