اخر الاخبار

21‏/07‏/2012

يا شباب الثورة.. لا تنسوا المحليات بقلم عماد الدين حسين


هناك فرصة ذهبية أمام شباب الثورة وكل المؤمنين بشعارها  «عيش ــ حرية ــ عدالة اجتماعية».
 
الفرصة هى الانتخابات المحلية التى يفترض أن تتم فى أى وقت، وربما الانتخابات البرلمانية المفترض أن تتم خلال شهور.
 شباب الثورة ضاعت عليهم فرصة الاستعداد الحقيقى للانتخابات البرلمانية الماضية لأسباب متعددة.
 الآن لا يوجد عذر حقيقى أمام أى شخص يزعم أنه مهموم بإصلاح حقيقى.
 لا نحتاج لتذكير الناس بأن الانتخابات المحلية هى الأخطر على الإطلاق.
 أولا: هى تتيح لكل مرشح أن يحتك بأبناء منطقته مباشرة سواء فى الشارع أو الحى أو القرية أو المركز أو المحافظة، وبالتالى يتدرب على العمل السياسى من بداياته، ما قد يؤهله لخوض الانتخابات البرلمانية فيما بعد. 


ثانيا: النجاح فى هذه الانتخابات يعنى أن المؤمنين بالثورة يستطيعون محاربة الفساد واقتلاعه من جذوره، فالمحليات هى الباب الواسع الذى يبدأ منه سرطان الفساد.

ثالثا: إذا نجح هؤلاء الشباب يمكنهم تنفيذ كل خططهم الطموحة فى بناء قاعدة من العمل السياسى الصحيح، قد يهيئ الفرصة لوجود حياة سياسية سليمة ونظيفة.

إذن على كل شخص يزعم أنه يريد خدمة بلده ولديه برنامج أن ينزل من الآن إلى منطقته ويبدأ فى الاستعداد الحقيقى.

يستطيع أى مهموم بقضايا وطنه أن يضع خريطة للمنطقة التى يريد الترشح فيها، يتعرف على هموم الناس واحتياجاتهم، ثم يبدأ فى وضع برنامج لحلها مع من يشاركه نفس الرؤية.

مثال ذلك يستطيع أى مرشح جاد أن يختار قضية جماهيرية مثل نقص الوقود أو أنابيب البوتاجاز أو الخبز أو الانفلات الأمنى ويبدأ فى المساعدة فى حلها فى إطار المنطقة التى يقيم فيها.

ذلك هو أفضل دعاية يمكن أن يقدم بها المرشح نفسه. لا يحتاج للظهور فى برامج تليفزيونية أو ينشغل باعتصام فى التحرير أو أمام المنصة أو القصر الجمهورى...كل هذه الأنشطة المهمة يمكن أن يفعلها نشطاء آخرون.

تذكروا أن الإخوان والسلفيين تركوا الثوار فى الميادين وانشغلوا فقط باستقطاب الناخبين بطرق متعددة وكانت النتيجة أنهم سيطروا على حوالى ثلثى البرلمان ثم رئاسة الجمهورية.

قد يعتبر البعض ذلك خيانة من الإخوان للثورة، لكن الواقع الراهن يقول إنهم حققوا أهدافهم الاستراتيجية والدليل أن مرشحهم داخل القصر.

السياسة لا تعرف العواطف، بل التخطيط والتدرج فى تحقيق الأهداف، وعمل تحالفات مع قوى مؤيدة بل أحيانا مع قوى معارضة.

شباب الثورة من كل التيارات مطالب بأن يقرأ الخريطة جيدا ولا عيب أن يبدأ من الصفر ويتحرك على أسس جديدة.

الصورة ليست سوداوية، ومؤخرا طالعت تحركا إيجابيا لمجموعة من الشباب صغار السن كونوا حركة أطلقوا عليها اسم «محليات» ويقودها الشاب مصطفى شومان، وبدأت فى التحرك عبر فعاليات متنوعة منها «خريطة حى» للتفاعل مع الشارع ميدانيا، كما قررت خوض الانتخابات المحلية بخمسة آلاف شاب على الأقل كما جاء فى موقعها الإلكترونى.

نحتاج لمبادرات كثيرة من هذا النوع.. مثل هذا التحرك هو الذى يبنى المجتمع المدنى الحقيقى وليس فقط «فلاشات الإعلام وبرامج التوك شو»، فيغرق فيها ويترك الساحة نهبا لتيار واحد.

المؤكد أن التيار الإسلامى يستعد منذ فترة طويلة للانتخابات المحلية، ولا يمكن لأحد أن يلومه على ممارسة الوظيفة الرئيسية لأى حزب وهى الوصول للسلطة وتنفيد برنامجه.

نلوم فقط الذين اكتفوا بالعويل والجعجعة وتعاملوا بخفة مع كل القضايا الجادة ، والآن يحاولون استجداء «الإسلاميين» كى يتنازلوا عن أى فتات.

 أيها الشباب: إذا لم تتعاملوا بجدية مع المحليات فلا تلوموا إلا أنفسكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق