اخر الاخبار

21‏/07‏/2012

مرسي ورمضان وأفريقيا بقلم محمد سلماوي



فى خطابه إلى الأمة بمناسبة شهر رمضان الكريم أشار الرئيس محمد مرسى إلى أهمية العودة إلى أفريقيا، وقال: «إن أمن مصر موجود فى إثيوبيا كما هو موجود فى أفريقيا»، ورغم أن تلك الإشارة جاءت عرضاً فى خطاب تهنئة بحلول الشهر المبارك، إلا أنها غاية فى الأهمية، فقد عانينا فى السنوات القليلة الماضية من تجاهلنا أفريقيا إلى حد أصبح يهدد حدودنا الجنوبية وأمننا القومى وحصتنا فى مياه النيل ذاتها، وهو ما لم يكن متصوراً، لكنه كان نتيجة طبيعية لسياساتنا تجاه القارة السوداء، بداية من عصر السادات عام 1970 حتى سقوط نظام مبارك بعد ذلك بأربعين عاماً.



والحقيقة التى لا أعرف إن كان الرئيس مرسى على استعداد للاعتراف بها أم لا، هى أن علاقاتنا التى يتحدث عن أهميتها مع أفريقيا والتى ترتبط - كما أشار بحق - بأمننا القومى، هى من تأسيس عصر ثورة يوليو، التى نحتفل بذكراها الستين بعد غد، فقد كانت مصر فى العصر الملكى تدير ظهرها لأفريقيا متطلعة على حد تعبير الخديو إسماعيل، لأن تصبح قطعة من أوروبا، أما فى عصر السادات فقد اتجه الرئيس المؤمن عبر المحيط الأطلنطى إلى الولايات المتحدة التى قال إنها تملك، على حد تعبيره، 99٪ من أوراق اللعبة، تاركاً 1٪ فقط لبقية دول العالم، بما فى ذلك دول أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، أما فى عصر مبارك فقد أغلق سيادته هذا الملف نهائياً بعد حادث الاعتداء عليه أثناء وجوده فى أديس أبابا لحضور اجتماع أفريقى، لذلك فإن ما تبقى لمصر من رصيد يمكن أن نبنى عليه العودة لأفريقيا لا يعود إلا لعصر عبدالناصر الذى كان «زعيماً لحركة التحرر الأفريقية»، كما وصفه نيلسون مانديلا فى أحد خطاباته، حين قال إنه ألهم كل قادة التحرر فى القارة الأفريقية،


وأصبحت حركات التحرر الأفريقية تستمد شرعيتها من القاهرة، كما حدث مع باتريس لومومبا أو كوامى نكروما وغيرهما، وكل ذلك حدث فى الستينيات التى وصفها مرسى فى أول خطاب له بميدان التحرير قائلاً: «وما أدراك ما الستينيات؟! فها هو اليوم يأتى بأسرع مما كان يتصور ليدرك ما هي الستينيات بل لتتمثل إنجازاتها التى سيعتمد عليها فى العودة لأفريقيا، فكم سننتظر يا ترى حتى يعترف مرسى بالحق فيما يتعلق بسياسات ثورة يوليو فى المجال العربى وفى الاستقلال الوطنى وعدم الانحياز، وفى تطبيق العدالة الاجتماعية، إن تلك كلها مطالب عادت تطل علينا فى ثورة 25 يناير، التى يقول مرسى إنه يمثلها، والحقائق السياسية ستدفعه إلى أن يتذكرها كما تذكر فى رمضان أمن مصر فى أفريقيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق