ـ
«أطراف الصراع كلها قادتنا إلى هذا المستنقع الدامى الذى نخوض فيه الآن،
كأن مصر على موعد دائم مع الخطأ، وكأنه لا يوجد مسار صالح، لا خريطة
المستقبل، ولا المشروع الذى يطلق عليه الإسلامى، ولا الخطط الباهتة للجماعة
الوطنية. نحن الآن فى حاجة إلى وقت للهدوء ومراجعة النفس، كفانا مذابح، لا
نريد أن نفقد إنسانيتنا جميعا، كلنا كنا نعرف أن هذه المذبحة قادمة، ولم
يبذل أحد جهدا حقيقيا لتجنبها، الجميع استمروا فى التصعيد، وكأنه لا يوجد
غد نتعايش فيه معا، ولا حدود نتوقف عندها، شعب يسعى بكل طوائفه للانتحار،
الوادى الضيق الذى كان يضمنا جميعا أصيب بشروخ آخذة فى الاتساع، والخوف أن
تتحول إلى أخاديد غائرة، بالطبع توجد مؤامرة ولكن المتآمرين هم نحن، ومصر
مستهدفة، ولكن نحن الذين نستهدف بعضنا البعض.

... لقد كان القيام بعزل رئيس منتخب مخاطرة كبرى، وكان على الشعب أن يتحملها وحده، ولكن الجيش أراد أن يختصر علينا الطريق، وأراد أيضا أن ينهى صراعه المحتدم مع الرئيس الإخوانى فى ضربة واحدة، ورغم أنه قدم خارطة للمستقبل تتضمن عودة الديمقراطية بصورة أو بأخرى، فإنه حدد طريقا طويلا ومحفوفا بالمخاطر، كان عليه أن يضع شباب الثورة فى

... لقد كان القيام بعزل رئيس منتخب مخاطرة كبرى، وكان على الشعب أن يتحملها وحده، ولكن الجيش أراد أن يختصر علينا الطريق، وأراد أيضا أن ينهى صراعه المحتدم مع الرئيس الإخوانى فى ضربة واحدة، ورغم أنه قدم خارطة للمستقبل تتضمن عودة الديمقراطية بصورة أو بأخرى، فإنه حدد طريقا طويلا ومحفوفا بالمخاطر، كان عليه أن يضع شباب الثورة فى