اخر الاخبار

07‏/01‏/2013

طريق الفوضى .. الدائرى وضحاياه بقلم حسن المستكاوي


•• السيد وزير الداخلية الجديد أرجو منك أن تقرأ مايلى:

«على الطريق الدائرى فى اتجاه قبل منزل طريق القاهرة ــ الإسكندرية الصحرواى، فى اتجاه مدينة 6 أكتوبر.. فى الساعة 8،35 دقيقة مساء الأربعاء. سقطت سيارة نقل بمقطورة فى حفرة أو مطب من المطبات التى تغطى كل شوارع مصر تقريبا. ولأن سائق النقل كان يقود سيارته بسرعة شديدة، تعثرت المقطورة وانقلبت فوق سيارة ملاكى كانت بجوارها. وسويت السيارة الملاكى بمن فيها بالأرض. ولست أدرى ما حدث لمن كان يقودها، فقد كنا نسير فى الاتجاه الآخر نحو وصلة المريوطية..


•• السيد الوزير: «مصر قدمت ألوف الشهداء فى حروبها دفاعا عن أرضها، وشهداء فى ثوراتها، وشهداء فى ملاعبها. لكن هل تتصور معاليك أن مصر قدمت مئات الألوف من الشهداء خلال 40 عاما بسبب حوادث الطرق؟!. هل تتصور أن حوادث الطرق تقتل 12 ألف مصرى سنويا.. ألا يستحق هذا الرقم أن يفزع الدولة ويشغل بال وزارة الداخلية؟

•• أعلم أن الوزارة عليها أعباء مذهلة وسط مناخ يقيد عملها عن عمد، أو جهل، أو حماقة.. وأعلم أن الانفلات الأمنى يفوق الوصف، وصوته أعلى من سلوك ملايين المصريين الطيبين والمحترمين.. لكن آن الأوان للسيطرة على جنون سيارات النقل، التى تشق الطرق فى كل وقت، وقد كان تحركها سابقا محددا بمواعيد تبدأ من منتصف الليل حتى السادسة صباحا على جميع الطرق. ألا يستحق عدد الضحايا السنوى بعض القلق، وبعض الاهتمام؟!

أعلم أيضا أن حوادث الطرق يعود معظمها إلى أخطاء بشرية، سرعة، حماقة، فتونة، لا مبالاة، سرحان، غباء، محمول، عدم احترام قانون المرور وقواعده. عدم وجود لرجال المرور أصلا، لأن الشرطة منهكة فى أعمال أخرى.. لكنى أظن أن 12 ألف قتيل سنويا أو حتى 8 آلاف فهو رقم مخيف، فالذين يفقدون حياتهم فى الطرق هم مصريون أيضا يستحقون من الدولة وقفة جادة وحاسمة، خاصة أن سيارة المصرى أصبحت مثل بيته، يقضى بها نصف يومه ذهابا وعودة، فى ظاهرة عالمية فريدة على مدار اليوم يكون فيها الذاهبون والعائدون فى الاتجاهين على نفس القدر من الحجم والزحام.

•• السيد وزير الداخلية الجديد هناك نقطتان أخيرتان.. الأولى: لماذا لا تخصص إشارات مرور تسمح بعبور المشاة على الطريق الدائرى الذى كان طريقا سريعا؟.. نعم سوف يغضب أصحاب السيارات، والتاكسيات لأنهم دائما «مستعلجين»، وكذلك سيغضب أصحاب النقل، والميكروباصات التى تسابق الزمن دائما بحثا عن مضاعفة التحميل إلا أن تلك الإشارات ستحد من عدد القتلى على الطريق..

النقطة الثانية: هل يمكن أن نفهم من الذى يقرر إنشاء مطب صناعى.. وهل هناك دولة فى العالم تزين كل شوارعها مطبات صناعية غبية مثل مطباتنا؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق